قال أقم وانصرف إلى علي عليه السلام فوجده قائماً على المنبر يخطب فقال يا أمير المؤمنين ما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً قال أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض قال يا أمير المؤمنين إلا من قال إلا من تاب قال فهذا حارثة بن بدر قد جاء تائباً وقد أجرته قال أنت رجل من المسلمين وقد أجرنا من أجرت ثم قال علي عليه السلام وهو على المنبر أيها الناس إني كنت نذرت دم حارثة بن بدر فمن لقيه فلا يعرض له فانصرف إليه سعيد بن قيس فأعلمه وحمله وكساه وأجازه بجائزة سنية فقال فيه حارثة .
( اللَّهُ يَجزي سعيدَ الخيرِ نافلةً ... أَعْني سعيد بن قيسٍ قَرْم هَمْدَانِ ) .
( أنقذَني من شَفَا غَبراء مُظلِمَةٍ ... لولا شفاعتُه أُلْبِسْتُ أكفانِي ) .
( قالت تَميمُ بن مُرٍّ لا نُخَاطِبُه ... وقد أَبَتْ ذلكم قيسُ بنُ عَيلان ) .
قال الهيثم .
لم يكن الحسن بن عمارة يروي من هذا الشعر غير هذه الثلاثة الأبيات وأخذت الشعر كله من حماد الراوية فقلت له ممن أخذته قال من سماك بن حرب وهو .
( أَساغ في الحَلق رِيقاً كان يَجْرِضُني ... وأَظهر اللَّه سِرِّي بعد كِتمانِ ) .
( إني تدارَكَني عفٌّ شمائلُه ... آباؤه حين يُنمى خيرُ قحطان ) .
( يَنميه قيسٌ وزيدٌ والفتى كُرَبٌ ... وذو جَبائرَ من أولاد عثمان ) .
( وذو رُعَيْنٍ وسيف وابن ذي يزنٍ ... وعَلقم قبلهم أعني ابنَ نَبْهان ) .
قال فلما أراد الانصراف إلى البصرة شيعه سعيد بن قيس إلى نهر