( مباركةٌ شاد بنيانَها ... بخير المواطن خيرُ الأمم ) .
( كأنّ بها نَشْرَ كافورةٍ ... لبَرْد نَدَاها وطِيبِ النَّسَمْ ) .
( كظهر الأديم إذا ما السحابُ ... صاب على مَتْنها وانسَجَم ) .
( مُبَرّأة من وُحُول الشتاء ... إذا ما طمَى وحلُه وارتَكَم ) .
( فما إنْ يزال بها راجلٌ ... يمرّ الهُوَيْنَى ولا يلتطِم ) .
( ويَمشي على رِسْله آمناً ... سليمَ الشَّراك نقيَّ القدم ) .
( ولِلنُّون والضَّبَ في بطنها ... مراتعُ مسكونةٌ والنَّعَم ) .
( غدوتُ على الوَحْش مغترّةً ... رواتعَ في نَوْرها المنتظم ) .
( ورُحتُ عليها وأسرابُها ... تَحُوم بأكنافها تَبْتَسِمْ ) ثم قال يمدح الواثق .
( يَضيق الفضاءُ به إن غدا ... بطَوْدَيْ أعاريبه والعجمْ ) .
( ترى النصرَ يقدُم راياتِه ... إذا ما خفَقْن أمام العلم ) .
( وفي الله دوَّخ أعداءه ... وجرّد فيهم سيوفَ النِّقَم ) .
( وفي الله يكظِم من غيظه ... وفي الله يصفَح عمّن جَرَم ) .
( رأى شِيَمَ الجود محمودةً ... وما شِيَمُ الجود إلاّ قِسَمْ ) .
( فراح على نَعَمٍ واغتدى ... كأنْ ليس يُحسن إلاّ نَعم ) قال فأمر له الواثق بثلاثين ألف درهم واتصلت أيامه بعد ذلك ولم يزل من ندمائه .
حدثني أحمد بن العباس قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال حدثني مهدي بن سابق قال قال الواثق لحسين بن الضحاك قل الساعة أبياتا ملاحا حتى أهب لك شيئا مليحا فقال في أي معنى يا أمير المؤمنين فقال امدد طرفك وقل