( وكأنما ترِدُ السباعُ بشِلْوه ... إذ غاب جمع بني ضُبيْعة منْهلا ) .
قال فانطلق الغفلي وامرأته حتى رجعا إلى أهلهما فقالا مات المرقش ونظر حرملة إلى الرحل وجعل يقلبه فقرأ الأبيات فدعاهما وخوفهما وأمرهما بأن يصدقاه ففعلا فقتلهما وقد كانا وصفا له الموضع .
فركب في طلب المرقش حتى أتى المكان فسال عن خبره فعرف أن مرقشا كان في الكهف ولم يزل فيه حتى إذا هو بغنم تنزو على الغار الذي هو فيه وأقبل راعيها إليها .
فلما بصر به قال له من أنت وما شأنك فقال له مرقش أنا رجل من مراد وقال للراعي من أنت قال راعي فلان وإذا هو راعي زوج أسماء .
فقال له مرقش أتستطيع أن تكلم أسماء امرأة صاحبك قال لا ولا أدنو منها ولكن تأتيني جاريتها كل ليلة فأحلب لها عنزا فتأتيها بلبنها فقال له خذ خاتمي هذا فإذا حلبت فألقه في اللبن فإنها ستعرفه وإنك مصيب به خيرا لم يصبه راع قط إن أنت فعلت ذلك فأخذ الراعي الخاتم .
ولما راحت الجارية بالقدح وحلب لها العنز طرح الخاتم فيه فانطلقت الجارية به وتركته بين يديها .
فلما سكنت الرغوة أخذته فشربته وكذلك كانت تصنع فقرع الخاتم ثنيتها فأخذته واستضاءت بالنار فعرفته فقالت للجارية ما هذا الخاتم قالت ما لي به علم فأرسلتها إلى مولاها وهو في شرف بنجران فأقبل فزعا فقال لها لم دعوتني قالت ادع عبدك راعي غنمك فدعاه فقالت سله أين وجد هذا الخاتم قال وجدته مع رجل في كهف خبان .
قال ويقال كهف جبار فقال اطرحه في اللبن الذي تشربه أسماء فإنك مصيب به خيرا وما أخبرني من هو ولقد تركته بآخر رمق .
فقال لها زوجها وما هذا الخاتم قالت خاتم