أخبرنا هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثني أبو زيد عمر بن شبة قال حدثني إسحاق قال .
دخل أعرابي من بني سليم سر من رأى وكان يكنى أبا القنافذ فحضر باب المعتصم مع الشعراء فأذن له فلما مثل بين يديه أنشده .
( مِراض العيونِ خِماص البطون ... طِوال المتون قصار الخُطَا ) .
( عِتاق النّحوِرِ دقاق الثغورِ ... لِطاف الخصورِ خِدال الشَّوَى ) .
( عَطابيل من كلّ رَقْراقةٍ ... تَلُوث الإِزارَ بدِعْص النَّقَا ) .
( إذا هُنّ مَنّيْنَنا نائلاً ... أبَى البُخلُ منهنّ ذاك المُنَى ) .
( إلى النَّفَر البِيضِ أهلِ البِطاح ... وأهلِ السَّماحِ طَلَبنا النَّدَى ) .
( لهم سَطَواتٌ إذا هُيِّجوا ... وحلمٌ إذا الجهلُ حَلّ الحُبا ) .
( يَبِين لك الخيرُ في أوجهٍ ... لهم كالمصابيحِ تَجْلُوا الدُّجى ) .
( سَعَى الناسُ كي يُدركوا فضلَهم ... فقصَّر عن سعيهم مَنْ سَعَى ) .
( سعَى للخلافةِ فاقتادَهَا ... وبرَّز في السَّبْق لمّا جرى ) .
قال فاستحسنها المعتصم وأمرني فغنيت فيها وأمر للأعرابي بعشرين ألف درهم ولي بثلاثين ألف درهم وما خرج الناس يومئذ إلا بهذه الأبيات .
حدثني عمي قال حدثني فضل اليزيدي عن إسحاق قال