@ 36 @ فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدراً قالت أي هنتاه ألم تسمعي ما قال قالت قلت لها وما قال قالت فأخبرتني بقول أهل الإفك .
قالت فازددت مرضاً على مرضي قالت فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله فسلم ثم قال كيف تيكم فقلت أتأذن لي أن آتي أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما .
قالت فأذن لي رسول الله فجئت أبوي فقلت لأمي يا أمتاه ما يتحدث الناس قالت يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها .
قالت فقلت سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا .
فبكيت تلك الليل حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي فدعا رسول الله علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله .
فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله بالذي يعلم من براءة أهله والذي يعلم لهم في نفسه من الود فقال يا رسول الله أهلك ولا نعلم إلا خيراً .
وأما علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير واسأل الجارية تصدقك .
قالت فدعا رسول الله بريرة فقال يا بريرة هل رأيت من شيء يريبك قالت بريرة لا والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمراً قط أغمصه اكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله .
فقام رسول الله فاستعذر يومئذ من عبدالله بن أبي بن سلول .
فقال رسول الله وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت من أهلي إلا خيراً ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي