@ 63 @ .
فإن قيل - وهي $ المسألة الثانية $ .
كيف رضي يوسف أن ينسب إليهم السرقة ولم يفعلوها ؟ .
قيل عنه ثلاثة أجوبة .
أحدها أن القوم كانوا سرقوه من أبيه وباعوه فاستحقوا هذا الاسم بذلك الفعل .
الثاني أنه أراد أيتها العير حالكم حال السراق المعنى إن شيئا لغيركم صار عندكم من غير رضا الملك ولا علمه .
الثالث وهو التحقيق أن هذا كان حيلة لاجتماع شمله بأخيه وفصله عنه إليه وهو ضرر دفعه بأقل منه .
فإن قيل - وهي $ المسألة الثالثة $ .
فكيف استجاز يوسف الحيلولة بين أخيه وأبيه فيزيده حزنا على حزن وكربا على كرب .
قلنا إذا استوى الكرب جاء الفرج .
جواب آخر وذلك أنه كان بإذن من الله فلا اعتراض فيه .
جواب ثالث وذلك أن الحزن كان قد غلب على يعقوب غلبة لا يؤثر فيها فقد أخيه كل التأثير أو لا تراه لما فقد أخاه قال يا أسفي على يوسف