@ 415 @ .
والدليل عليه ظهور ذلك المقام في مقامات ستة .
المقام الأول أن رسول الله مات ولم تكن مصيبة أعظم منها ولا تكون أبدا عنها تفرعت مصائبنا ومن أجلها فسدت أحوالنا فاختلفت الصحابة فأما علي فاستخفى وأما عثمان فبهت وأما عمر فاختلط وقال ما مات رسول الله وإنما واعده الله كما واعد موسى وليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي أناس وأرجلهم وكان أبو بكر غائبا بمنزله بالسنح فجاء فدخل على النبي في بيت عائشة وهو ميت مسجى بثوبه فكشف عن وجهه وقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها وخرج فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم قرأ ( ! < وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين > ! ) .
المقام الثاني لما توفي رسول الله واختلف الناس أين يدفن فقال القوم يدفن بمكة .
وقال آخرون ببيت المقدس وقال آخرون بالمدينة فقال أبو بكر سمعت رسول الله يقول ما دفن قط نبي إلا حيث يموت .
المقام الثالث لما توفي رسول الله أرسلت فاطمة إلى أبي بكر الصديق تقول له لو مت ألم تكن ابنتك ترثك قال نعم قالت له فأعطني ميراثي من رسول الله فقال أبو بكر سمعت رسول الله يقول لا نورث ما تركناه صدقة فتذكر ذلك جميع الصحابة وعلمه عمر وعثمان وعبد الرحمن وطلحة وسعد وسعيد وأقر به علي والعباس