وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والنون عوضا من الهاء المقدرة وجرى ذلك مجرى أرض وأرضين وإنما لم يستعملوا في هذه الأسماء الأفراد فيقولوا برح وأقور وفتكر واقتصروا فيه على الجمعية دون الإفراد من حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال والغلبة ألا ترى أن الكسائي ذهب في قوله تعالى ( لقد جئت شيئا إمرا ) إلى أن معناه شيئا داهيا منكرا عجبا واشتق له من قولهم أمر القوم إذا كثروا وكذلك ما حكاه لنا أبو علي عن الأصمعي من قولهم في الداهية والأمر المنكر جئت بها زباء ذات وبر فهذا يدل على أنهم قد أرادوا فيها معنى الكثرة والاشتمال ويشهد بصحة ما ذهب إليه الكسائي ومثله أيضا عن الأصمعي داهية شعراء فهذا أيضا من معنى العموم والكثرة فمعنى الاشتمال والعموم غير مباين لمعنى الجمع فلذلك اجتمعوا في بعض أسماء الدواهي على الجمع دون الإفراد لأنه أليق بما قصدوه وأدنى لما أرادوه وهذا الذي ذهبت إليه وأقمت الأدلة عليه أحد ما أخذته عن شيخنا أبي علي وهو معنى قوله وجمل مذهبه الذي حصله عن جلة أصحابه وقد أوردت ألفاظه فيه وفتقت كلامه وأوضحت معانيه فاعرفه فإنه من غامض هذه الصناعة ولطيفها وقس عليه ما جرى مجراه فهذا كله يؤكد عندك أنهم إنما جمعوا بالواو والنون ما ليس مذكرا عاقلا لأنهم عوضوه ذلك من الحذف أو الإعلال العارض له