وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذا ونحوه - عندنا - هو الذي أدى إلينا أشعارهم وحكاياتهم بألفاظ مختلفة على معان متفقة . وكان أحدهم إذا أورد المعنى المقصود بغير لفظه المعهود كأنه لم يأت إلا به ( ولا عدل ) عنه إلى غيره إذ الغرض فيهما واحد وكل واحد منهما لصاحبه مرافد . وكان أبو علي - C - إذا عبر عن معنى بلفظ ما فلم يفهمه القارئ عليه وأعاد ذلك المعنى عينه بلفظ غيره ففهمه يقول : هذا إذا رأى ابنه في قميصٍ أحمر عرفه فإن رآه في قميص كحلى لم يعرفه .
فأما الحكاية عن الحسن - رضى الله عنه - وقد سأله رجل عن مسئلة ثم أعاد السؤال فقال له الحسن : لبَّكْت على أي خلطت فتأويله عندنا أنه أفسد المعنى الأول بشئ جاء به في القول الثاني . فأما ان يكون الحسن تناكر الأمر لاختلاف اللفظين ( مع اتفاق ) المعنيين فمعاذ الله و ( حاشى أبا سعيد ) . ويشبه أن يكون الرجل لما أعاد سؤاله بلفظ ثان قدر أنه بمعنى اللفظ الأول ولم يحسن ما فهمه الحسن رضى الله عنه كالذي يعترف عند القاضي بما يدعى عليه وعنده أنه مقيم على إنكاره إياه . ولهذا نظائر . ويحكى أن قوما ترافعوا إلى الشعبى في رجل بخص عين رجل فشرقت بالدم فأفتى في ذلك بأن أنشد بيت الراعي : .
( لها أمرها حتى إذا ما تبوّأت ... بأخفافها مأوَّى تبوّأ مضجعا )