وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فأمّا في غير الشعر فنحو قولك في جواب مَن سألك فقال لك : أىّ شئ عندك : زيد أو عمرو أو محمد الكريم أو علىّ العاقل . فإنما جوابه الذي لا يقتضى السؤال غيره أن يجيبه بنكرة في غاية ( شِياع مثلها ) فيقول : جِسم . ألا ترى أنه قد يجوز أن يكون في قوله : أيّ شئ عندك إنما أراد أن يستفصلك بين أن يكون عندك عِلم أو قراءة أو جُود أو شجاعة وأن يكون عندك جسم مَّا . فإذا قلت : جسم فقد فَصَلت بين أمرين قد كان يجوز أن يريد منك فصلك بينهما . إلا أن جسما وإن كان قد فَصَل بين المعنيين فإنه مبالغ في إبهامه . فإن تطوّعَتَ زيادة على هذا قلت : حيوان . وذلك أن حيوانا أخصّ من جسم كما أن جسما أخصّ من شئ . فإن تطوّع شيئا آخر قال في جواب أيّ شئ عندك : إنسان لأنه أخصّ من حيوان ألا تراك تقول : كلّ إنسان حيوان وليس كلّ حيوان إنسانا كما تقول : كل إنسان جسم وليس كلّ جسم إنسانا . فإن تطوع بشئ آخر قال : رجل . فإن زاد في التطوّع شيئا آخر قال : رجل عاقل أو نحو ذلك . فإن تطوع شيئا آخر قال : زيد أو عمرو ( أو نحو ذلك ) .
فهذا كله تطوع بما لا يوجبه سؤال هذا السائل .
ومنه قول أبى دُوَاد : .
( فقُصِرن الشتاءَ بعدُ عليه ... وهْو للذَود أن يقسَّمن جارُ )