وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اطَّرد واتّسع فحملُه على القلب يَبْعد في الصنعة و ( يصغِّر المعنى ) . وكأنّ هذا الموضع لمَّا خفى على بعضهم قال في تأويله : إن العَجَل هنا الطِين . ولعمري إنه في اللّغة كما ذَكَر غير أنه في هذا الموضع لا يراد به إلاّ نفس العجَلة والسرعة ألا تراه - عزَّ اسمه - كيف قال عقبة ( سأُرِيكُمْ آياتيِ فَلاَ تَسْتعْجِلونِ ) فنظيره قوله تعالى ( وخُلِقَ الإنْسَانُ عَجُولاً ) ( وخُلِقَ الإنسَانُ ضَعِيفاً ) لأن العجلة ضرب من الضعف لِمَا تؤذن به من الضرورة والحاجة .
فلمَّا كان الغرض في قولهم : رجل عدل وامرأة عدل إنما هو إرادة المصدر والجنس جُعِل الإفراد والتذكير أمارةً للمصدر المذكر .
فإن قلت : فإن نفس لفظ المصدر قد جاء مؤنَّثا نحو الزيادة والعبادة والضئولة والجهومة والمَحْمِية والموجِدة والطلاقة والسَبَاطة . وهو كثير جدّا . فإذا كان نفس المصدر قد جاء مؤنثا فما هو في معناه ومحمول بالتأويل عليه أحجى بتأنيثه .
قيل : الأصل - لقوّته - أحمل لهذا المعنى من الفرع لضعفه . وذلك أن الزيادة والعبادة والجهومة والطلاقة ونحو ذلك مصادر غير مشكوك فيها فلحاق التاء لها لا يُخرِجها عمَّا ثبت في النفس من مصدريتها . وليس كذلك الصفة لأنها ليست في الحقيقة مصدرا وإنما هي متأوّلة عليه ومردودة بالصنعة إليه . فلو قيل : رجل عدل وامرأة عدلة - وقد جرت صفة