وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ترى إلى تشبِيههم الحروف بالأفعال وتنزيلهم إياها على احتذائها .
ومن ذلك قولهم الوَسِيلة والوَصِيلة والصاد - كما ترى - أقوى صوتا من السين لما فيها من الاستِعلاء والوَصِيلةُ أقوى معنىً من الوسيلة . وذلك أن التوّسل ليست له عِصْمة الوصل والصلةِ بل الصلة أصلها من اتصال الشيء بالشيء ومماسَّتِه له وكونه في أكثر الأحوال بعضا له كاتّصال الأعضاء بالإنسان وهي أبعاضه ونحو ذلك والتوّسل معنى يضعف ويصغر أن يكون المتوسِّل جزءا أو كالجزء من المتوسَّل إليهِ . وهذا واضح . فجعلوا الصاد لقوّتها للمعنى الأقوى والسين لضعفها للمعنى الأضعف .
ومن ذلك قولهم : ( الخذا ) في الأُذُن ( والخذأ : الاستخذاء ) فجعلوا الواو في خذواء - لأنها دون الهمزة صوتا - للمعنى الأضعف . وذلك أن استرخاء الأذن ليس من العيوب التي يُسبّ بها ولا يُتناهى في استقباحها . وأما الذلّ فهو من أقبح العيوب وأذهبها في المَزْراةِ والسبّ فعبّروا عنه بالهمزة لقوّتها وعن عيب الأذن المحتمل بالواو لضعفها . فجعلوا أقوى الحرفين لأقوى العيبين وأضعفَهما لأضعفهما .
ومن ذلك قولهم : قد جفا الشيء يجفو وقالوا جفأ الوادى بغُثَائه ففيهما كليهما معنى الجفاء لارتفاعهما إلا أنهم استعملوا الهمزة في الوادِى لِمَا هُناك من حَفِزه وقوّة دفعه