وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن الأعرابي إذا قويت فصاحته وسمت طبيعته تصرَّف وارتجل ما لم يسبقه أحد قبله به فقد حُكِى عن رؤبة وأبيه أنهما كانا يرتجلان ألفاظا لم يسمعاها ولا سُبِقا إليها . وعلى نحوٍ من هذا قال أبو عثمان : ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب . وقد تقدم نحو ذلك . وفي هذا الضرب غار أبو علي في إجازته أن تبنى اسما وفعلا وصفة ونحو ذلك من ضرب فتقول : ضَرْبَبَ زيد عمرا وهذا رجل ضَرْبَب وَضَرَنْبِىً ومررت برجل خَرْجَج وهذا رجل خَرْجَج ودَخَلْخَل وخَرْجَج أفضل من ضَرْبَب ونحو ذلك . وقد سبق القول على مراْجعتي إيَّاه في هذا المعنى وقولى له : أفتْرنجل اللغة ارتجالا وما كان من جوابه في ذلك .
وكذلك إن جاء نحو هذا الذي رويناه عن ابن أحمر عن فصيح آخر غيره كانت حاله فيه حاله . لكن لو جاء شئ من ذلك عن ظَنين أو مُتّهم أو من لم تَرْقَ به فصاحته ولا سَبَقت إلى الأنفس ثقتُه كان مردودا غير متقبَّل .
فإن ورد عن بعَضهم شئ يدفعه كلام العرب ويأباه القياس على كلامها فإنه لا يُقنع في قبوله أن تسمعه من الواحد ولا من العِدّة القليلة إلا أن يكثر من ينطق به منهم . فإن كثر قائلوه إلا أنه مع هذا صغيف الوجه