وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولهذا الموضع نفسِه ما توقّف أبو بكر عن كثير ممّا أسرع إليهِ أبو إسحاق من ارتكاب طريق الاشتقاق واحتجّ أبو بكر عليه بانه لا يؤمَن أن تكون هذه الألفاظ المنقولة إلينا قد كانت لها أسباب لم نشاهدها ولم ندرِ ما حديثها ومثَّل له بقولهم رفع عَقِيرته إذا رفع صوته قال له ابو بكر فلو ذهبنا نشتقّ لقولهم ع ق ر من معنى الصوت لبُعد الأمر جِدَّا وإنما هو أنّ رجلا قُطِعت إحدى رِجْليه فرفعها ووضعها على الأخرى ثم نادى وصرخ بأعلى صوته فقال الناس رفع عِقيرته أي رِجله المعقورة قال أبو بكر فقال أبو إسحاق لستُ أدفع هذا ولذلك قال سيبويه في نحوٍ من هذا أو لأن الأوّل وصل إليهِ عِلْم لم يصل إلى الآخِر يعنى ما نحن عليه من مشاهدة الأحوال والأوائل .
فليت شِعرِي إذا شاهد أبو عمرٍو وابن أبي إسحاق ويونس وعيسى بن عُمر والخليل وسيبويه وأبو الحسن وأبو زيد وخَلَف الأحمر والأصمعيّ ومَن في الطبقة والوقت من علماء البلدين وجوهَ العرب فيما تتعاطاه من كلامها وتقصد له من أغراضها أَلاَ تستفِيد بتلك المشاهدة وذلك الحضور مالا تؤدّيه الحكاياتُ ولا تضبِطه الروايات فتُضطرّ إلى قُصود العرب وغوامض ما في أنفسها حتى لو حلف منهم حالِف على غرٍض دلّته عليه إشارة لا عبارة لكان عند نفسه وعند جميع من يَحضُر حاله صادقا فيه غير متَّهَمِ الرأى والنَحِيزة والعقل .
فهذا حديثُ ما غاب عنا فلم يُنقل إلينا وكأنه حاضر معنا مناجٍ لنا