وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قولهم إنما جاز ذلك لأن المعرفة أقيمت مقام الحال كما أقيمت الآلة مقام المصدر في قولهم ضربت زيدا سوطا قلنا الفرق بينهما ظاهر وذلك أنه إنما حسن أن ينصب سوطا على المصدر لأنه نكرة قام مقام نكرة فأفاد فائدته فحسن أن ينصب بما نصب به لقيامه مقامه وأما هاهنا فلا يحسن أن يقوم المعرفة مقام الحال لأن الحال لا تكون إلا نكرة وهو معرفة فلا يفيد أحدهما ما يفيده الآخر فلا يجوز أن يقام مقامه فلا يجوز أن ينصب بمانصب به .
وأما قولهم إن الحال قد جاء معرفة في قولهم أرسلها العراك وطلبته جهدك ورجع عوده على بدئه قلنا هذه الألفاظ مع شذوذها وقلتها ليست أحوالا وإنما هي مصادر دلت على أفعال في موضع الحال فإذا قلت أرسلها العراك فالتقدير فيه أرسلها تعترك العراك على معنى تعترك الاعتراك فأقاموا العراك مقام الاعتراك كما قال تعالى ( والله أنبتكم من الأرض نباتا ) ثم حذفوا تعترك وهو جملة في موضع الحال وأقاموا المصدر دليلا عليه كما تقول إنما أنت سيرا أي تسير سيرا وكذلك قولهم طلبته جهدك وطاقتك كأنهم قالوا طلبته تجتهد اجتهادك ثم حذفوا تجتهد وهو جملة في موضع الحال وأقاموا المصدر دليلا عليه وهكذا التقدير في قولهم رجع عوده على بدئه وقد ذهب بعض النحويين إلى أن عودة منصوب برجع نصب المفعول لا نصب المصدر لأن رجع يكون متعديا كما يكون لازما قال الله تعالى ( فإن رجعك الله إلى طائفة منهم ) فعدى رجع إلى الكاف فدل على أنه يكون متعديا والأكثرون على الأول وإنما أقاموا هذه المصادر مقام الأفعال في هذه المواضع لأن في ألفاظ المصادر دلالة على الأفعال على أن هذه الألفاظ شاذة لا يقاس عليها فكذلك كل ما جاء