وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أراد لكن الفرقدان فإنهما لا يفترقان على زعمهم في بقاء هذه الأشياء المتأخرة إلى وقت الفناء ويحتمل أن تكون إلا في معنى غير ولذلك ارتفع ما بعدها والمعنى كل أخ غير الفرقدين مفارقه أخوه كما قال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) أي لو كان فيهما آلهة غير الله ولهذا كان ما بعدها مرفوعا ولا يجوز أن يكون الرفع على البدل لأن البدل في الإثبات غير جائز لأن البدل يوجب إسقاط الأول ولا يجوز أن تكون آلهة في حكم الساقط لأنك لو أسقطته لكان بمنزلة قولك لو كان فيهما إلا الله وذلك لا يجوز ألا ترى أنك لا تقول جاءني إلا زيد لأن الغرض في إلا إذا جاءت قبل تمام الكلام أن تثبت بها ما نفيته نحو ما جاءني إلا زيد وليس في قوله لو كان نفي فيفتقر إلى إثبات ولو جاز أن يقال جاءني إلا زيد على إسقاط إلا مثلا حتى كأنه قيل جاءني زيد وإلا مزيد لاستحال ذلك في الآية لأنه كان يصير قولك لو كان فيهما إلا الله بمنزلة لو كان فيهما الله لفسدتا وذلك مستحيل .
وأما قراءة من قرأ ( إلى الذين ظلموا منهم ) بالتخفيف فإن صحت وسلم لكم ما ادعيتموه على أصلكم من أن إلى تكون بمعنى مع فليس لكم فيه أيضا حجة تدل على أن إلا تكون بمعنى الواو لأنه ليس من الشرط أن تكون إحدى القراءتين بمعنى الأخرى وإذا اعتبرتم هذا في القراءات وجدتم الاختلاف في معانيها كثيرا جدا وهذا مما لا خلاف فيه وإذا ثبت هذا فيجوز أن تكون قراءة من قرأ ( إلى الذين ) بالتخفيف بمعنى مع وقراءة من قرأ ( إلا ) بالتشديد بمعنى لكن على مابينا والله أعلم