وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يريد جرى إلى السفه وهذا كثير في كلامهم فكما أنه يجوز أن يعود الضمير إلى المصدر وإن لم يجر له ذكر استغناء بذكر فعله فكذلك يجوز أن يتوجه التصغير اللاحق لفظ الفعل إلى مصدره وإن لم يجر له ذكر ونظير هذا إضافتهم أسماء الزمان إلى الفعل نحو قوله تعالى ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ) وإن كانت الإضافة إلى الأفعال غير جائزة وإنما جاز ذلك لأن المقصود بالإضافة إلى الفعل مصدره من حيث كان ذكر الفعل يقوم مقام ذكر مصدره فالتقدير فيه هذا يوم نفع الصادقين صدقهم وإنما خصوا أسماء الزمان بهذه الإضافة لما بين الزمان والفعل من المناسبة من حيث اتفقا في كونهما عرضين وأن الزمان حركات الفلك كما أن الفعل حركة الفاعل وكما أن هذه الإضافة لفظية فكذلك التصغير اللاحق فعل التعجب لفظي وكما أن هذه الإضافة لا اعتداد بها فكذلك هذا التصغير لا اعتداد به .
والوجه الثاني إنما دخله التصغير حملا على باب أفعل الذي للمفاضلة لاشتراك اللفظين في التفضيل والمبالغة ألا ترى أنك تقول ما أحسن زيدا لمن بلغ الغاية في الحسن كما تقول زيد أحسن القوم فتجمع بينه وبينهم في أصل الحسن وتفضله عليهم فلوجود هذه المشابهة بينهما جاز ما أحيسن زيدا وما أميلح غزلانا كما تقول غلمانك أحيسن الغلمان وغزلانك أميلح الغزلان ولهذه المشابهة حملوا أفعل منك وهو أفعل القوم على قولهم ما أفعله فجاز فيهما ما جاز فيه وامتنع منهما ما امتنع منه ألا ترى أنك لا تقول هو أعرج منك ولا أعرج القوم لأنك لا تقول ما أعرجه وتقول هو أقبح عرجا منك وهو أقبح القوم عرجا كما تقول ما أقبح