وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

من شرطه أن يكون مركبا من الأجزاء المنفردة و لا أنه يقبل التفريق و التقسيم فإذا قال أن الرب متحيز بهذا المعنى أي أنه بائن عن مخلوقاته فقد أراد معنى صحيحا لكن إطلاق هذه العبارة بدعة و فيها تلبيس فإن هذا الذي أراده ليس معنى المتحيز فى اللغة و هو اصطلاح له و لطائفته و فى المعنى المصطلح نزاع بين العقلاء فصار يحتمل معنى فاسدا يجب تنزيه الرب عنه و ليس للإنسان أن يطلق لفظا يدل عند غيره على معنى فاسد و يفهم ذلك الغير ذلك المعنى الفاسد من غير بيان مراده بل هؤلاء المتكلمون الذين أرادوا بالمتحيز ما كان مؤلفا من أجزاء لا تقبل القسمة و هو ما كان قابلا للقسمة إذا قالوا ان كل ممكن أو كل محدث أو كل مخلوق فهو إما متحيز و اما قائم بمتحيز كان جماهير العقلاء يخالفونهم فى هذا التقسيم و لم يكن أحد من أئمة المسلمين لا من الصحابة و لا من التابعين لهم بإحسان الى يوم الدين و لا سائر أئمة المسلمين موافقا لهم على هذا التقسيم فكيف اذا قال من قال منهم كل موجود فهو اما متحيز و اما قائم بمتحيز و أراد بالمتحيز ما أراده هؤلاء فإن قوله حينئذ يكون أبعد عن الشرع و العقل من قول أولئك و لهذا طالبهم متأخروهم بالدليل على هذا الحصر و ليس خطأ هؤلاء من جهة ما أثبته المتفلسفة من الجواهر العقلية فإن تلك قد علم بطلانها بصريح العقل أيضا .