وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الثانية لا يخلقهم فيها بمثل هذه الإستحالة بل يعيد الأجساد من غير أن ينقلهم من نطفة إلى علقة إلى مضغة و من غير أن يغذوها بدم الطمث و من غير أن يغذوها بلبن الأم و بسائر ما يأكله من الطعام و الشراب فمن ظن أن الإعادة تحتاج إلى إعادة الأغذية التى إستحالت إلي أبدانهم فقد غلط .
.
وحينئذ فإذا أكل إنسان إنسانا فإنما صار غذاء له كسائر الأغذية و هو لا يحتاج إلى إعادة الأغذية و معلوم أن الغذاء ينزل إلى المعدة طعاما و شرابا ثم يصير كلوسا كالثردة ثم كيموسا كالحريرة ثم ينطبخ دما فيقسمه الله تعالى فى البدن كله و يأخذ كل جزء من البدن نصيبه فيستحيل الدم إلى شبيه ذلك الجزء العظم عظما و اللحم لحما و العرق عرقا و هذا فى الرزق كإسستحالتهم فى مبدأ الخلق نطفة ثم علقة ثم مضغة و كما أنه سبحانه لا يحتاج فى الإعادة إلى أن يحيل أحدهم نطفة ثم علقة ثم مضغة فكذلك أغذيتهم لا يحتاج أن يجعلها خبزا و فاكهة و لحما ثم يجعلها كلوسا و كيموسا ثم دما ثم عظما و لحما و عروقا بل يعيد هذا البدن على صفة أخرى لنشأة ثانية ليست مثل هذه النشأة كما قال ( ^ و ننشئكم فيما لاتعلمون ^ ( و لا يحتاج مع ذلك إلى شيء من هذه الإستحالات التى كانت فى النشأة الأولى