وجميع جيش دمشق إليه فتجهز الجيش لذلك وتأهبوا ثم خرجت الأطلاب على راياتها فلما برز منها بعض بدا لنائب السلطنة فردهم وكان له خبرة عظيمة ثم استقر الحال على تجريد أربعة مقدمين بأربعة آلاف إليه .
وفي يوم الخميس ثاني عشره وقعت كائنة غريبة بمنى وذلك أنه اختلف الأمراء المصريون والشاميون مع صاحب اليمن الملك المجاهد فاقتتلوا قتالا شديدا قريبا من وادي محسر ثم انجلت الوقعة عن أسر صاحب اليمن الملك المجاهد فحمل مقيدا إلى مصر كذلك جاءت بها كتب الحجاج وهم أخبروا بذلك واشتهر في أواخر ذي الحجة أن نائب حلب الأمير سيف الدين أرغون الكاملي قد خرج عنها بمماليكه وأصحابه فرام الجيش الحلبي رده فلم يتسطيعوا ذلك وجرح منهم جراحات كثيرة وقتل جماعةفإنا لله وإنا إليه راجعون واستمر ذاهبا وكان في أمله فيما ذكر أن يتلقى سيف الدين يلبغا في أثناء طريق الحجاز فيتقدم معه إلى دمشق وإن كان نائب دمشق قد اشتغل في حصار صغد أن يهجم عليها بغتة فيأخذها فلما سار بمن معه وأخذته القطاع من كل جانب ونهبت حواصله وبقي تجريدة في نفر يسير من مماليكه فاجتاز بحماة ليهربه نائبها فأبى عليه فلما اجتاز بحمص وطن نفسه على المسير إلى السلطان بنفسه فقدم به نائب حمص وتلقاه بعض الحجاب وبعض مقدمين الالوف ودخل يوم الجمعة بعد الصلاة سابع عشرين الشهر وهو في أبهة فنزل بدار السعادة في بعض قاعات الدويدارية انتهى .
ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة .
استهلت هذه السنة وسلطان البلاد الشامية والديار المصرية والحرمين الشريفين ما يلحق بذلك من الأقاليم والبلدان الملك الناصر حسن بن السلطان الملك محمد بن السلطان الملك المنصور قلاوون الصالحي ونائبه بالديار المصرية الامير سيف الدين يلبغا الملقب بحارس الطير وهو عوضا عن الأمير سيف الدين يلبغا أروش الذي راح إلى بلاد الحجاز ومعه جماعة من الأمراء بقصد الحج الشريف فعزله السلطان في غيبته وأمسك على شيخون واعتقله وأخذ منجك الوزير وهو استاذ دار ومقدم ألف مصطفى أمواله واعتاض عنه وولى مكانه في الوزارة القاضي علم الدين ابن زينور واسترجع إلى وظيفة الدويدارية الأمير سيف الدين طسبغا الناصري وكان أميرا بالشام مقيما منذ عزل إلى أن أعيد في أواخر السنة كما تقدم وأما كاتب السر بمصر وقضاتها فهم المذكورون في التي قبلها .
واستهلت هذه السنة ونائب صغدقد حصن القلعة واعد فيها عدتها وما ينبغي لها من الأطعمات والذخائر والعدد والرجال وقد نابذ المملكة وحارب وقد قصدته العساكر من كل جانب من الديار