وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الأمير فقال له كم لك من الرزق وكم عندك من المال وكم عندك من الجوار والزوجات فذكر له شيئا كثيرا فقال له ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله وتعديت حدوده وتجرأت على السلطان وما كفاك ذلك أيضا حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر فضربته وأهنته وأدميته فلم يكن له جواب فأمر به فجعل في رجله قيد وفي عنقه غل ثم أمر به فأدخل في جوالق ثم أمر به فضرب بالدبابيس ضربا شديدا حتى خفت ثم أمر به فألقي في دجلة فكان ذلك آخر العهد به ثم أمر بدرا صاحب الشرطة أن يحتاط على ما في داره من الحواصل والأموال التي كان يتناولها من بيت المال ثم قال لذلك الرجل الصالح الخياط كلما رأيت منكرا صغيرا كان أو كبيرا ولو على هذا وأشار إلى صاحب الشرطة فأعلمني فإن اتفق اجتماعك بي وإلا فعلى ما بيني وبينك الأذان فأذن في أي وقت كان أو في مثل وقتك هذا قال فلهذا لا آمر أحدا من هؤلاء الدولة بشيء إلا امتثلوه ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه خوفا من المعتضد وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن وذكر الوزير عبيد الله بن سليمان بن وهب قال كنت يوما عند المعتضد وخادم واقف على رأسه يذب عنه بمدبة في يده إذ حركها فجاءت في قلنسوة الخليفة فسقطت عن رأسه فأعظمت أنا ذلك جدا وخفت من هول ما وقع ولم يكترث الخليفة لذلك بل أخذ قلنسوته فوضعها على رأسه ثم قال لبعض الخدم مر هذا البائس ليذهب لراحته فإنه قد نعس وزيدوا في عدة من يذب بالنوبة قال الوزير فأخذنا في الثناء على الخليفة والشكر له على حلمه فقال إن هذا البائس لم يتعمد ما وقع منه وإنما نعس وليس العتاب والمعاتبة إلا على المتعمد لا على المخطئ والساهي وقال جعيف السمرقندي الحاجب لما جاء الخبر إلى المعتضد بموت وزيره عبيدالله بن سليمان خر ساجدا طويلا فقيل له يا أمير المؤمنين لقد كان عبيد الله يخدمك وينصح لك فقال إنما سجدت شكرا لله أني لم أعزله ولم أوذه وقد كان ابن سليمان حازم الرأي قويا وأراد أن يولي مكانه أحمد بن محمد بن الفرات فعدل به بدر صاحب الشرطة عنه وأشار عليه بالقاسم بن عبيدالله فسفه رأيه فألح عليه فولاه وبعث إليه يعزيه في أبيه ويهنيه بالوزارة فما لبث القاسم بن عبيدالله حتى ولي المكتفي الخلافة من بعد أبيه المعتضد وحتى قتل بدرا وكان المعتضد ينظر إلى ما بينهما من العداوة من وراء ستر رقيق وهذه فراسة عظيمة وتوسم قوي ورفع يوما إلى المعتضد قوما يجتمعون على المعصية فاستشار وزيره في أمرهم فقال ينبغي أن يصلب بعضهم ويحرق بعضهم فقال ويحك لقد بردت لهب غضبي عليهم بقسوتك أما علمت أن الرعية وديعة الله عند سلطانها وأنه سائله عنها ولم يقابلهم بما قال الوزير ولهذه النية لما ولى الخلافة كان بيت المال صفرا من المال وكانت الأحوال فاسدة والعرب تعيث في الأرض