وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

سفيان بن عيينة نظرت في أمره وأمر الصحابة فما رأيتهم يفضلون عليه إلا في صحبتهم رسول الله A وقال إسماعيل بن عياش ما على وجه الأرض مثله وما أعلم خصلة من الخير إلا وقد جعلها الله في ابن المبارك ولقد حدثنى أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة فكان يطعمهم الخبيص وهو الدهر صائم وقدم مرة الرقة وبها هارون الرشيد فلما دخلها احتفل الناس به وازدحم الناس حوله فأشرفت أم ولد للرشيد من قصر هناك فقالت ما للناس فقيل لها قدم رجل من علماء خراسان يقال له عبد الله بن المبارك فانجفل الناس إليه فقالت المرأة هذا هو الملك لا ملك هارون الرشيد الذى يجمع الناس عليه بالسوط والعصا والرغبة والرهبة .
وخرج مرة إلى الحج فاجتاز ببعض البلاد فمات طائر معهم فأمر بالقائه على مزبلة هناك وسار أصحابه أمامه وتخلف هو وراءهم فلما مر بالمزبلة إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها فأخذت ذلك الطائر الميت ثم لفته ثم أسرعت به إلى الدار فجاء فسألها عن أمرها وأخذها الميتة فقالت أنا وأخى هنا ليس لنا شئ إلا هذا الازار وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة وقد حلت لنا الميتة منذ أيام وكان أبونا له مال فظلم وأخذ ماله وقتل فأمر ابن المبارك برد الأحمال وقال لوكيله كم معك من النفقة قال ألف دينار فقال عد منها عشرين دينارا تكفينا إلى مرو واعطها الباقي فهذا أفضل من حجنا في هذا العام ثم رجع .
وكان إذا عزم على الحج يقول لأصحابه من عزم منكم في هذا العام على الحج فليأتي بنفقته حتى أكون أنا أنفق عليه فكان يأخذ منهم نفقاتهم ويكتب على كل صرة اسم صاحبها ويجمها في صندوق ثم يخرج بهم في أوسع ما يكون من النفقات والركوب وحسن الخلق والتيسير عليهم فإذا قضوا حجتهم فيقول لهم هل أوصاكم أهلوكم بهدية فيشترى لكل واحد منهم ما وصاه أهله من الهدايا المكية واليمنية وغيرها فاذا جاؤا إلى المدينة اشترى لهم منها الهدايا المدنية فاذا رجعوا الى بلادهم بعث من أثناء الطريق الى بيوتهم فأصلحت وبيضت ابوابها ورمم شعثها فاذا وصلوا إلى البلد عمل وليمة بعد قدومهم ودعاهم فأكلوا وكساهم ثم دعا بذلك الصندوق ففتحه وأخرج منه تلك الصرر ثم يقسم عليهم أن يأخذ كل واحد نفقته التي عليها اسمه فيأخذونها وينصرفون إلى منازلهم وهم شاكرون ناشرون لواء الثناء الجميل وكانت سفرته تحمل على بعير وحدها وفيها من أنواع المأكول من اللحم والدجاج والحلوى وغير ذلك ثم يطعم الناس وهو الدهر صائم في الحر الشديد وسأله مرة سائل فأعطاه درهما فقال له بعض أصحابه إن هؤلاء يأكلون الشواء والفالودج وقد كان يكفيه قطعة فقال والله ما ظننت أنه يأكل إلا البقل والخبز فأما إذا كان يأكل الفالوذج والشواء فإنه لا يكفيه درهم ثم أمر بعض غلمانه فقال رده وادفع إليه عشرة دراهم وفضائله ومناقبه كثيرة جدا