وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كان قتيبة بن مسلم حين بلغه ولاية سليمان الخلافة كتب إليه كتابا يعزيه في أخيه ويهنئه بولايته ويذكر فيه بلاءه وعناه وقتاله وهيبته في صدور الأعداء وما فتح الله من البلاد والمدن والأقاليم الكبار على يديه وانه له على مثل ما كان للوليد من الطاعة والنصيحة إن لم يعزله عن خراسان ونال في هذا الكتاب من يزيد بن المهلب ثم كتب كتابا ثانيا يذكر ما فعل من القتال والفتوحات وهيبته في صدور الملوك والأعاجم ويذم يزيد بن المهلب أيضا ويقسم فيه لئن عزله وولى يزيد ليخلعن سليمان عن الخلافة وكتب كتابا ثالثا فيه خلع سليمان بالكلية وبعث بها مع البريد وقال له ادفع إليه الكتاب الأول فإن قرأه ودفعه إلى يزيد بن المهلب فادفع إليه الثاني فإن قرأه ودفعه إلى يزيد ابن المهلب فادفع إليه الثالث فلما قرأ سليمان الكتاب الأول واتفق حضور يزيد عند سليمان دفعه إلى يزيد فقرأه فناوله البريد الكتاب الثاني فقرأه ودفعه إلى يزيد فناوله البريد الكتاب الثالث فقرأه فإذا فيه التصريح بعزله وخلعه فتغير وجهه ثم ختمه وأمسكه بيده ولم يدفعه إلى يزيد وأمر بإنزال البريد في دار الضيافة فلما كان من الليل بعث إلى البريد فأحضره ودفع إليه ذهبا وكتابا فيه ولاية قتيبة على خراسان وأرسل مع ذلك البريد بريدا آخر من جهته ليقرره عليها فلما وصلا بلاد خراسان بلغهما أن قتيبة قد خلع الخليفة فدفع بريد سليمان الكتاب الذي معه إلى بريد قتيبة ثم بلغهما مقتل قتيبة قبل أن يرجع بريد سليمان .
مقتل قتيبة بن مسلم C .
وذلك أنه جمع الجند والجيوش وعزم على خلع سليمان بن عبد الملك من الخلافة وترك طاعته وذكر لهم همته وفتوحه وعدله فيهم ودفعه الأموال الجزيلة إليهم فلما فرغ من مقالته لم يجبه أحد منهم إلى مقالته فشرع في تأنيبهم وذمهم قبيلة قبيلة وظائفة طائفة فغضبوا عند ذلك ونفروا عنه وتفرقوا وعملوا على مخالفته وسعوا في قتله وكان القائم بأعباء ذلك رجل يقال له وكيع بن أبي سود فجمع جموعا كثيرة ثم ناهضه فلم يزل به حتى قتله في ذي الحجة من هذه السنة وقتل معه أحد عشر رجلا من إخوته وابناء إخوته ولم يبق منهم سوى ضرار بن مسلم وكانت أمه الغراء بنت ضرار بن القعقاع بن معبد بن سعد بن زرارة فحمته أخواله وعمرو بن مسلم كان عامل الجوزجان وقتل قتيبة وعبد الرحمن وعبد الله وعبيد الله وصالح ويسار وهؤلاء أبناء مسلم وأربعة من أبنائهم فقتلهم كلهم وكيع بن سود .
وقد كان قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة أبو حفص الباهلي من سادات الأمراء وخيارهم وكان من القادة النجباء الكبراء والشجعان وذوي الحروب والفتوحات السعيدة والآراء الحميدة وقد هدى الله على يديه خلقا لا يحصيهم إلا الله فأسلموا ودانوا لله D