وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد اختلف الناس هل يدخل الجنة مفعول به على قولين والصحيح في المسألة أن يقال إن المفعول به إذا تاب توبة صحيحة نصوحا ورزق إنابة إلى الله وصلاحا وبدل سيئاته بحسنات وغسل عنه ذلك بأنواع الطاعات وغض بصره وحفظ فرجه وأخلص معاملته لربه فهذا إن شاء الله مغفور له وهو من أهل الجنة فإن الله يغفر الذنوب للتائبين إليه ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ومن تاب وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم وأما مفعول به صار في كبره شرا منه في صغره فهذا توبته متعذرة وبعيد أن يؤهل لتوبة صحيحة أو لعمل صالح يمحو به ما قد سلف ويخشى عليه من سوء الخاتمة كما قد وقع ذلك لخلق كثير ماتوا بأدرانهم وأوساخهم لم يتطهروا منها قبل الخروج من الدينا وبعضهم ختم له بشر خاتمة حتى أوقعه عشق الصور في الشرك الذي لا يغفره الله وفي هذا الباب حكايات كثيرة وقعت للوطية وغرهم من أصحاب الشهوات يطول هذا الفصل بذكرها .
والمقصود أن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان فيقع في سوء الخاتمة قال الله تعالى وكان الشيطان للإنسان خذولا بل قد وقع سوء الخاتمة لخلق لم يفعلوا فاحشة اللواط وقد كانوا متلبسين بذنوب أهون منها وسوء الخاتمة أعاذنا الله منها لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله وصدق في أقواله وأعماله فإن هذا لم يسمع به كما ذكره عبد الحق الاشبيلي وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا وظاهره عملا ولمن له جرأة على الكبائر وإقدام على الجرائم فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة .
والمقصود أن مفسدة اللواط من أعظم المفاسد وكانت لا تعرف بين العرب قديما كما قد ذكر ذلك غير واحد منهم فلهذا قال الوليد بن عبد الملك لولا أن الله D قص علينا قصة قوم لوط في القرآن ما ظننت أن ذكرا يعلو ذكرا وفي حديث ابن عباس Bهما أن النبي ( ص ) قال من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به رواه أهل السنن وصححه ابن حبان وغيره وقد لعن النبي ( ص ) من عمل عمل قوم لوط ثلاث مرات ولم يلعن على ذنب ثلاث مرات إلا عليه وإنما أمر بقتل الفاعل والمفعول به لأنه لا خير في بقائهما بين الناس لفساد طويتهما وخبث بواطنهما فمن كان بهذه المثابة فلا خير للخلق في بقائه فإذا أراح الله الخلق منهما صلح لهم أمر معاشهم ودينهم وأما اللعنة فهي الطرد والبعد ومن كان مطرودا مبعدا عن الله وعن رسوله وعن كتابه وعن صالح عباده فلا خير فيه ولا في قربه ومن رزقه الله تعالى توسما وفراسة ونورا وفرقانا عرف من سحن الناس ووجوههم أعمالهم فإن أعمال العمال بائنة ولا ئحة على وجوههم وفي أعينهم وكلامهم