وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الجوهر بعث إلى سليمان وإلى شرطه دمشق أن يبعث بها إليه فسرقها الوالي خوفا من الناس وأرسلها إليه فلما ولى المأمون ردها إلى دمشق ليشنع بذلك على الأمين قال ابن عساكر ثم ذهبت بعد ذلك فجعل مكانها برنية من زجاج قال وقد رأيت تلك الرنية ثم انكسرت بعد ذلك فلم يجعل مكانها شيء قالوا وكانت الأبواب الشارعة من داخل الصحن ليس عليها أغلاق وإنما كان عليها الستور مرخاه وكذلك الستور على سائر جدرانه إلى حد الكومة التي فوقها الفصوص المذهبة ورؤس الأعمدة مطلية بالذهب الخالص الكثير وعملوا له شرفات تحيط به وبنى الوليد المنارة الشمالية التى يقال لها مأذنة العروس فأما الشرقية والغربية فكانتا فيه قبل ذلك بدهور متطاولة وقد كان في كل زاوية من هذا المعبد صومعة شاهقة جدا بنتها اليونان للرصد ثم بعد ذلك سقطت الشماليتان وبقيت القبليتان إلى الآن وقد أحرق بعض الشرقية بعد الأربعين وسبعمائة فنقضت وجدد بناؤها من أموال النصارى حيث اتهموا بحريقها فقامت على أحسن الأشكال بيضاء بذاتها وهي والله أعلم الشرفة التي ينزل عليها عيسى بن مريم في آخر الزمان بعد خروج الدجال كما ثبت ذلك في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان .
[ قلت ثم أحرق أعلى هذه المنارة وجددت وكان أعلاها من خشب فبنيت بحجارة كلها في آخر السبعين وسبعمائة فصارت كلها مبنية بالحجارة ] .
والمقصود أن الجامع الأموي لما كمل بناؤه لم يكن على وجه الأرض بناء أحسن منه ولا أبهى ولا أجمل منه بحيث أنه إذا نظر الناظر إليه أو إلى جهة منه أو إلى بقعة أو مكان منه تحير فيها نظره لحسنه وجماله ولا يمل ناظره بل كلما أدمن النظر بانت له أعجوبة ليست كالأخرى وكانت فيه طلسمات من أيام اليونان فلا يدخل هذه البقعة شيء من الحشرات بالكلية لا من الحيات ولا من العقارب ولا الخنافس ولا العناكب ويقال ولا العصافير أيضا تعشش فيه ولا الحمام ولا شيء مما يتأذى به الناس وأكثر هذه الطلسمات أو كلها كانت مودعة في سقف هذا المعبد مما يلي السبع فأحرقت لما أحرق ليلة النصف من شعبان بعد العصر سنة إحدى وستين وأربعمائة في دولة الفاطميين كما سيأتي ذلك في موضعه وقد كانت بدمشق طلسمات وضعتها اليونان بعضها باق إلى يومنا هذا والله أعلم .
فمن ذلك العمود الذي في رأسه مثل الكرة في سوق الشعير عند قنطرة أم حكيم وهذا المكان يعرف اليوم بالعلبين ذكر أهل دمشق أنه من وضع اليونان لعسر بول الحيوان فإذا داروا بالحيوان حول هذا العمود ثلاث دورات انطلق باطنه فبال وذلك مجرب من عهد اليونان