@ 12 @ ( ^ فاعلين ( 10 ) قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون ( 11 ) أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون ( 12 ) قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف ) * * * * بأنهم قالوا : ' أرسله معنا غدا نرتع ونلعب ' ، واللعب فعل الصغار لا فعل الكبار . .
وأجابوا عن هذا : أنهم لم يذكروا لعبا حراما ، وإنما عنوا لعبا مباحا . .
وحكي عن أبي عمرو بن العلاء أنه سئل عن قوله : ( ^ نلعب ) فقيل له : كيف قالوا : ' نلعب ' وقد كانوا أنبياء ؟ فقال : هذا قبل أن نبأهم الله تعالى . .
قوله تعالى ( ^ قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف ) بدءوا أولا ( بالإنكار ) عليه في ترك إرساله معهم وحفظه مع نفسه من بينهم ، كأنهم قالوا له : إنك لا ترسله معنا أتخافنا عليه ؟ ! .
قوله : ( ^ وإنا له لناصحون ) النصح هاهنا : هو القيام بمصلحه ، وقيل : إنه البر والعطف ، ومعناه : إنا عاطفون عليه ، بارون به ، قائمون بمصلحته . .
قوله تعالى : ( ^ أرسله معنا غدا نرتع ونلعب وإنا له لحافظون ) قوله : ( ^ نرتع ) الرتع : هو الاتساع في الملاذ في طلب وجوهها يمينا وشمالا . وقيل معنى الآية : نأكل ونشرب وننشط ونلهو . وقرىء : ' يرتع ويلعب ' بالياء ، وهو في معنى الأول ، إلا أنه ينصرف إلى يوسف خاصة ، وقرىء : ' يرتعي ' وهو يفتعل من الرعي ، ومعناه : إنه يرعى الماشية كما نرعى . وقوله : ( ^ وإنا له لحافظون ) . .
قوله تعالى : ( ^ قال إني ليحزنني أن تذهبوا به ) معناه : إني ليغمني أن تذهبوا به ؛ والحزن هاهنا : ألم القلب بفراق المحبوب . وقوله : ( ^ وأخاف أن يأكله الذئب ) في القصة : أن يعقوب صلوات الله عليه كان رأى في المنام كأن ذئبا شد على يوسف - وكان يخاف من ذلك - فقال ما قال بذلك الخوف . وقد قال بعضهم : إنه أراد بالذئب إياهم . وليس هذا بشيء ؛ لأنه لو خافهم عليه لم يدفعه إليهم ، وما كان يجوز له ذلك ، ولأنه معنى متكلف مستكره ، فلا يجوز أن يصار إليه . وقوله : ( ^ وأنتم عنه غافلون )