@ 10 @ ( ^ يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ( 9 ) ) * * * * أرادوه صاروا كفارا ؛ وإنما المراد من الضلال هاهنا : هو الخطأ ( في تدبير ) أمر الدنيا ، وعنوا بذلك : أنا أولى بالمحبة في تدبير أمر الدنيا ؛ لأنا أنفع له وأكبر من يوسف ، ونصلح له أمر معايشه ، ونرعى له مواشيه ؛ فهو مخطىء من هذا الوجه . .
قوله تعالى : ( ^ اقتلوا يوسف ) القتل : تخريب البنية على وجه لا يصح معها وجود الحياة . .
وقوله : ( ^ أو اطرحوه أرضا ) أي : اطرحوه في أرض تأكله السباع ، وقيل : اطرحوه إلى أرض يبعد عن أبيه ويبعد أبوه عنه . وقوله : ( ^ يخل لكم وجه أبيكم ) يعني : يخلص لكم وجه أبيكم . وقوله : ( ^ وتكونوا من بعده قوما صالحين ) يعني : توبوا بعد أن فعلتم هذا ، ودوموا على الصلاح يعف الله عنكم . .
واستدل أهل السنة بهذه الآية على أن توبة القاتل عمدا مقبولة ؛ فإن الله تعالى ذكر عزم القتل [ منهم ] وذكر التوبة ولم ينكر عليهم التوبة بعد القتل ؛ دل أنها مقبولة . .
قال ابن إسحاق - يعني : محمد بن إسحاق - : وقد اشتمل فعلهم على جرائم ، منها : قطيعة الرحم ، وعقوق ( الوالد ) ، وقلة الرأفة بالصغير الطريح الذي لا ذنب له ، والغدر بالأمانة ، وترك العهد بالحفظ ، والكذب الذي عزموا عليه مع أبيهم يعقوب عليه الصلاة والسلام ، ثم عفا الله عنهم مع هذا كله ؛ لئلا ييأس أحد من رحمته . وقال بعض أهل العلم : إنهم عزموا على قتله ؛ ولكن الله تعالى حبسهم عن قتله رأفة ورحمة بهم ، ولو مضوا على قتله لهلكوا أجمعين . .
قوله تعالى : ( ^ قال قائل منهم ) الأكثرون على أن هذا كان يهوذا ، وكان أكبرهم