@ 469 @ ( ^ هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ( 120 ) وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون ( 121 ) وانتظروا إنا منتظرون ( 122 ) ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ( 123 ) ) * * * * .
وقوله تعالى : ( ^ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ) معناه : وكل الذي تحتاج إليه من أنباء الرسل نقصها عليك ؛ لثبت بها فؤادك . فإن قيل : قد كان فؤاده ثابتا فأيش معنى قوله : ( ^ لنثبت به فؤادك ) ؟ .
قلنا معناه : لتزداد ثباتا ، وهذا مثل قوله تعالى في قصة إبراهيم : ( ^ ولكن ليطمئن قلبي ) . .
وقوله : ( ^ وجاءك في هذه الحق ) الأكثرون أن معناه : وجاءك في هذه السورة الحق . وقال بعضهم : وجاءك في هذه الدنيا الحق . .
فإن قيل : أي فائدة في تخصيص هذه السورة وقد جاءه الحق في كل سورة ؟ .
قلنا : فائدته : تشريف السورة ، وتشريفها بالتخصيص لا يدل على انه لم يأته الحق في غيرها ، ألا ترى أن الإنسان يقول : فلان في الحق إذا حضره الموت ، وإن كان في الحق قبله وبعده . .
قوله : ( ^ وموعظة ) معناه : وجاءتك موعظة ( ^ وذكرى للمؤمنين ) أي : وتذكير للمؤمنين . .
قوله تعالى : ( ^ وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون ) معنى الآية : هو التهديد والوعيد على ما بينا من قبل . .
وقوله : ( ^ وانتظروا إنا منتظرون ) في معنى الآية . .
قوله تعالى : ( ^ ولله غيب السموات والأرض ) أي : ولله علم ما غاب في السموات والأرض . .
وقوله : ( ^ وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه ) معناه : إليه يرجع أمر العباد فيجازيهم على الخير والشر ( ^ وما ربك بغافل عما تعملون ) يعني : أنه لا يغيب عنه شيء من أعمال العباد وإن صغر ، والله أعلم .