وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 53 @ .
( ^ ثم أغرقنا الآخرين ( 66 ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ( 67 ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( 68 ) واتل عليهم نبأ إبراهيم ( 69 ) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ( 70 ) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ( 71 ) قال هل يسمعونكم إذ تدعون ( 72 ) أو ينفعوكم أو يضرون ( 73 ) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ( 74 ) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون ( 75 ) أنتم وآباؤكم الأقدمون ( 76 ) فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ( 77 ) الذي خلقني فهو يهدين ( 78 ) والذي هو يطمعني * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * .
قوله : ( ^ إلا رب العالمين ) اختلف القول فيه : فأحد القولين : أنهم كانوا يعبدون الأصنام مع الله تعالى ، فقال إبراهيم : كل من تعبدون أعداء لي إلا رب العالمين ، والقول الثاني : أن هذا استثناء منقطع ، كأنه قال : فإنهم عدو لي ، لكن رب العالمين وليي ، فإن قيل : كيف تكون الأصنام أعداء له وهي جمادات ، والعداوة لا توجد إلا من حي عاقل ؟ .
والجواب عنه : قالوا : إن هذا من المقلوب ومعناه : فإني عدو لهم ، ويجوز أن يكون معناه : فإنهم عدو لي أي : لا أتوهم ، ولا اطلب من جهتهم نفعا ، كما لا يتولى العدو ولا يطلب من جهته النفع . .
قوله تعالى : ( ^ الذي خلقني فهو يهدين ) أي : يرشدني إلى طريق النجاة . .
وقوله : ( ^ والذي هو يطعمني ويسقين ) أي : يغدى لي بالطعام والشراب ، وحقيقة المعنى : أن طعامي وشرابي من جهته ، ورزقي من قبله ، وقد قال بعض أصحاب الخواطر : يطعمني طعام المودة ، ويسقني بكأس المحبة ، وقيل : يطعمني ذوق الإيمان ، ويسقيني بقبول الطاعة . .
وقوله : ( ^ وإذا مرضت فهو يشفين ) ذكر إبراهيم - عليه السلام - هذا ؛ لأنهم كانوا يرون المرض من الأغذية ، والشفاء من الأدوية ، وقوله : ( ^ وإذا مرضت ) هو استعمال أدب ، وإلا فالممرض والشافي هو الله تعالى بإجماع أهل الدين ، وقال بعض أصحاب الخواطر : وإذا مرضت بالخوف ؛ يشفيني بالرجاء ، وقيل : إذا مرضت بالطمع ؛ يشفيني بالقناعة .