وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى ابن ماجه مرفوعا : بإسناد حسنه بعضهم قال الترمذي وفيه بعد : أن رجلا جاء إلى النبي A فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله تعالى وأحبني الناس ؟ فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس . قال الحافظ وليس في رواية من ترك لكن على هذا الحديث لامعة من أنوار النبوة ولا يمنع كون راويه ضعيفا أن يكون النبي A قاله . قلت : وهذا الحديث من الأربعة أحاديث التي عليها مدار الإسلام وقد نظمها بعضهم بقوله : .
عمدة الدين عندنا كلمات ... أربع من كلام خير البرية .
اتق الشبهات وازهد ودع ما ... ليس يعنيك واعملن بنيه .
والله أعلم .
وروى ابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن أدهم معضلا : جاء رجل إلى النبي A فقال : يا رسول الله دلني على عمل يحبني الله عليه ويحبني الناس عليه فقال : [ [ أما العمل الذي يحبك الله عليه فالزهد في الدنيا وأما العمل الذي يحبك الناس عليه فانبذ إليهم ما في يدك من الحطام ] ] .
وروى الطبراني بإسناد مقارب مرفوعا : [ [ الزهد في الدنيا يريح القلب والجسد ] ] .
وروى ابن أبي الدنيا مرسلا قال رجل : يا رسول الله من أزهد الناس ؟ قال : [ [ من لم ينس القبر والبلى وترك فضل زينة الدنيا وآثر ما يبقى على ما يفنى ولم يعد غدا من أيامه وعد نفسه من الموتى ] ] .
وروى الطبراني والأصفهاني مرفوعا : [ [ إن الله تعالى قال لموسى E : يا موسى إنه لن يتصنع المتصنعون إلى بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب المتقربون إلى بمثل الورع عما حرمت عليهم فقال موسى : يا رب وماذا أعددت لهم وماذا جزيتهم ؟ فقال تعالى : أما الزهاد في الدنيا فإني أبحت لهم جنتي يتبوؤون منها حيث شاءوا . وأما الورعون عما حرمت عليهم فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق أحد إلا ناقشته وفتشته إلا الورعين فإني أستحييهم وأجلهم وأكرمهم وأدخلهم الجنة بغير حساب ] ] .
وروى أبو يعلي مرفوعا : [ [ ما تزين الأبرار في الدنيا بمثل الزهد في الدنيا ] ] . وفي رواية له مرفوعا : [ [ إذا رأيتم من يزهد في الدنيا فادنوا منه فإنه يلقى الحكمة ] ] .
وروى الطبراني وإسناده يحتمل التحسين مرفوعا : [ [ صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالبخل والأمل ] ] .
وروى البزار مرفوعا : [ [ ينادي مناد دعوا الدنيا لأهلها دعوا الدنيا لأهلها دعوا الدنيا لأهلها من أخذ من الدنيا أكثر مما يكفيه أخذ حتفه وهو لا يشعر ] ] . والحتف : الموت .
وروى أبو عوانة في صحيحه وابن حبان والبيهقي مرفوعا : [ [ خير الرزق أو قال العيش ما يكفي ] ] الشك في الراوي .
وروى مسلم والنسائي مرفوعا : [ [ إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ] ] .
وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا : [ [ الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة ] ] . وفي رواية للطبراني : [ [ ورب متخوض فيما اشتهت نفسه ليس له يوم القيامة إلا النار ] ] . وفي رواية له مرفوعا : [ [ من قضى نهمته في الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة ومن مد عينيه إلى زينة المترفين في الدنيا كان مهينا في ملكوت السماوات ومن صبر على القوت الشديد صبرا جميلا أسكنه الله من الفردوس حيث شاء ] ] .
وروى ابن أبي الدنيا بإسناد حسن موقوفا على ابن عمر وروى عن عائشة مرفوعا والوقف أصح : [ [ لا يصيب عبد من الدنيا شيئا إلا نقص من درجاته عند الله وإن كان عليه كريما ] ] .
وروى الطبراني مرفوعا : عن ثوبان قال : قلت يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا ؟ قال : [ [ ما سد جوعتك ووارى عورتك وإن كان لك بيت يظلك فذاك وإن كان لك دابة فبخ ] ] .
وروى الإمام أحمد ورواته ثقات في حديث : أكل رسول الله هو وأصحابه البسر والرطب وشرب الماء البارد وقال : لتسألن عن هذا يوم القيامة فقال عمر : وإنا لمسؤولون عن هذا يا رسول الله ؟ قال نعم إلا من ثلاث : خرقة كف بها عورته وكسرة سد بها جوعته أو جحر فيدخل فيه من الحر والقر . وفي رواية للترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي مرفوعا : [ [ ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال بيت يكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء ] ] . قال : وجلف الخبز هو غليظه وخشنه وقيل هو الخبز ليس معه إدام قاله النضر ابن شميل .
وروى البزار ورواته ثقات إلا واحدا مرفوعا : [ [ ما فوق الإزار وظل الحائط وحب الماء فضل يحاسب به العبد يوم القيامة أو يسأل عنه .
وروى الترمذي والحاكم والبيهقي : عن عائشة Bها قالت : قال لي رسول الله A إن أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تستخلفي ثوبا حتى ترقعيه . زاد العبدري : فما كانت عائشة تستجد ثوبا حتى ترقع ثوبها وتنكسه .
وروى الحاكم وقال صحيح الإسناد عن سلمان قال عهد إلينا رسول الله A : [ [ ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب ] ] .
وروى ابن ماجه بإسناد حسن : أن رسول الله A استمنح رجلا ناقة فرده ثم استمنح آخر فأعطاه فقال النبي A اللهم أكثر مال فلان للمانح الأول واجعل رزق فلان يوما بيوم للذي بعث بالناقة .
وروى ابن ماجه والترمذي وقال حديث صحيح مرفوعا : [ [ لو كانت الدنيا تعدل جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ] ] .
وروى الإمام أحمد ورواته ثقات عن الضحاك بن سفيان : أن رسول الله A قال له : [ [ يا ضحاك ما طعامك ؟ قال اللحم واللبن قال : وإلى ماذا يصير ؟ قال : إلى ما قد علمت يا رسول الله قال : فإن الله ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا ] ] . زاد في رواية : وإن قرحه وملحه . أي نثر عليه الفلفل يقال قرحت القدر إذا وضعت فيه الأبزار وملحه معروف .
وروى الإمام أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي مرفوعا : [ [ من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى ] ] .
وروى الحاكم مرفوعا وقال صحيح الإسناد : [ [ حلوة الدنيا مرة الآخرة ومرة الدنيا حلوة الآخرة ] ] .
وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا : [ [ من أشرب حب الدنيا التاط منها بثلاث : شقاء لا ينفذ عناه وحرص لا يبلغ غناه وأمل لا يبلغ منتهاه ] ] .
وروى البيهقي مرفوعا : [ [ هل من أحد يمشي على الماء إلا ابتلت قدماه ؟ قالوا لا يا رسول الله قال : كذلك صاحب الدنيا لا يسلم من الذنوب ] ] .
وروى الإمام أحمد والبيهقي مرفوعا وإسنادهما جيد : [ [ الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له ] ] . وزاد البيهقي : ومال من لا مال له . والأحاديث في ذلك كثيرة . والله سبحانه وتعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نزهد في الدنيا بقلوبنا ونرضى منها بالقليل اقتداء بجمهور الأنبياء والأولياء ونرغب جميع إخواننا في ذلك وسيأتي في عهد الصبر على البلاء حديث الترمذي مرفوعا : [ [ ليست الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا هو أن لا تكون بما في يدك أوثق مما في يد الله تعالى وأن تكون في ثواب المصيبة إذ أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها أبقيت لك ] ] . وخرج بقولنا بالقلب الزهد فيها باليد مع تعلق القلب بها فليس ذلك هو الزهد المشروع .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ عظيم ما فوقه شيخ في عصره يسلك به حتى يخرجه من ظلمة حب الدنيا إلى نور حب الآخرة ويريها له كأنها رأى عين وهناك يزهد في الدنيا وجميع شهواتها المكروهة حين يرى حجابها له عن ربه مع فنائها وانقطاعها وعدم نظر ربه لها كما ورد : إن الله تعالى منذ خلق الدنيا لم ينظر إليها هوانا بها .
وقد ذكرنا في العهود السابقة أن حقيقة الزهد في الدنيا إنما هو زوال محبة المال والطعام والمنام والكلام فلا يزال السالك يتبع أستاذه وهو يخلصه من شبائك الأوهام شيئا فشيئا إلى أن يخلصه من الدنيا بأسرها ثم يرجع به رجوعا ثانيا ويقول له أمسك جميع ما كنت أنهاك عنه في الذهاب وانو له نية صالحة واستعمل كل شيء فيما خلق له على الوجه المشروع على أن الزاهدين والمتورعين كلهم لا يصح لهم الزهد ولا التورع عما قسمه الحق لهم أبدا وإنما حقيقة الزهد والتورع زوال تعلق القلب بما لم يقسم لا غير .
فاعلم أن المريد متى رأى شفوق نفسه على من لم يزهد ولم يتورع فهو في عالم الطبيعة وورعه وزهده لا حقيقة له وهذا ورع أكثر الناس اليوم كأنه يظن بنفسه أنه كان قادرا أن يأكل ما قدر عليه من الحرام ومنع نفسه منه وغاب عنه أن كل شيء تركه تبين أنه لم يقسم له فكيف يرى بذلك نفسه ؟ فالورع الحقيقي إنما هو حماية الله تعالى للعبد فلا يقسم له الأكل من شيء للشرع عليه اعتراض فيستخرج له الحلال كما يستخرج له اللبن من بين فرث ودم . وقد درج العلماء العاملون كلهم على عدم أخذهم من الدنيا فوق زاد الراكب .
وقد بلغنا أن الشيخ عز الدين بن عبدالسلام لما غضب من سلطان مصر حمل أمتعة بيته على حمارته وأركب زوجته فوقها وخرج من مصر فانظر يا أخي شيخ الإسلام واعتبر به Bه والله يتولى هداك .
ثم يتعين على كل من ادعى المشيخة في الطريق أن يتظاهر برمي الدنيا وترك مطاعمها اللذيذة وملابسها النفيسة وفرشها الرفيعة ومراكبها المسومة وذلك لئلا يتبعه المقتدون فيهلكون فإنهم لا يتعلقون مشهده بتقدير صدقه وربما كذبوه في دعواه حين يرون أفعاله تخالف أقواله فيحجبهم شاهد الفعل عن شاهد القول .
وكذلك يتعين على الشيخ أن يكون أكثر من المريدين سهرا لليل وأكثر جوعا وأقل لغوا وأكثرهم صدقة وذلك ليكون إماما يقتدون به في الأفعال وأما إذا كان أكثرهم نوما وأكثرهم أكلا حتى صار بطنه كبطن الدب أو أكثرهم لغوا أو أقلهم صدقة وخيرا فإنهم يرون نفوسهم عليه ضرورة فلا يثبت له قدم في الإمامة وتطرده المرتبة عنها ودعواه المشيخة زور وبهتان لا برهان عليه .
وقد دخلت امرأة على سيدي الشيخ عبدالقادر الجبلي فرأته في ملابس ومآكل وفرش ودخلت على ولدها عنده فوجدته على برش وعنده كسرة يابسة وملح فرجعت إلى الشيخ وقالت يا سيدي لا يطيب خاطري بإقامة ولدي عندك إلا إن أطعمته مما تأكل وكان بين يديه دجاجة فقال إذا صار ولدك يحيي الموتى بإذن الله أطعمته من طعامي ثم أمر الدجاجة فانتفضت من الإناء وصارت حية ثم ذهبت إلى حال سبيلها فلولا أن الشيخ أقام البرهان على طعامه اللذيذ لفارقته تلك المرأة وهي منكرة عليه .
وكذلك يتعين على الشيخ أن يوطن نفسه على تحمل أذى من يأمره من إخوانه بأنه يترك الدنيا وهو لم يشرف على الدار الآخرة بقلبه فإنه كالكلب العاكف على الجيفة كل من منعه من الأكل منها يكشر أسنانه ويهبهب عليه وربما عضه حتى يرجع عنه فليكن أمر الشيخ إخوانه بترك الدنيا بسياسة ورفق ورحمة وتقديم مقدمات وذكر ما كان السلف الصالح عليه ثم يقول يرحم الله من اقتدى بهم . وليحذر من التكدر منهم بالباطن إذا عصوا أمره وليس عليه إلا أن يظهر لهم عدم الرضا بكثرة رغبتهم في الدنيا لا غير كما يظهر الوالد غضبه لولده إذا خالفه ويعبس في وجهه وقلبه راحم له مشفق عليه وربما ضربه بالعصا وربما نخست الأم ولدها بالإبرة في يده حتى أخرجت دمه ومع ذلك فيقضي العقل بأن ذلك كله ليس ببغض لولدها وإنما هو لوفور شفقة والدته عليه فليوطن الداعي إلى طريق الله D نفسه على سماع كل مكروه ممن يدعوهم لأنهم عمى عما يدعوهم إليه ثم إذا انجلى حجابهم فسوف يشكرون الداعي لهم إلى الخير وإن لم ينجل حجابهم فقد وفى الداعي بما عليه من النصح والجهاد فيهم .
ثم لا يخفى أنه لا بد أن ينقسم جماعة كل داع إلى الله تعالى كما انقسم من دعاهم النبي A إلى دين الإسلام إذ هو الشيخ الحقيقي لجميع الأمة كما مر بيانه أول خطبة الكتاب وجميع الدعاة نوابه A فلا بد يقع لهم مع أصحابهم كما وقع له A مع قومه فمنهم من يقول : سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومنهم من يقول : سمعنا وعصينا ومنهم من يقول : سمعنا وأطعنا نفاقا .
ومنهم من يقول إنما يريد هذا الشيخ بدعائنا إلى الله الفضل والرياسة علينا عند الناس ومنهم من يقول إنما يريد بذلك نصحنا ونجاتنا من النار ومنهم من لا يتحول عن محبة شيخه في شدة ولا رخاء ومنهم من هو معه على الرخاء فإذا جاءت الشدة تحول عن شيخه ومنهم من لا يبرح من حول شيخه ولو أغلظ عليه القول ومنهم من إذا أغلظ عليه الشيخ القول هرب منه كما أشار إليه قوله تعالى : { ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } .
ومنهم من يريد الدنيا وزينتها وهو غافل عن الآخرة ومنهم من يريد الدنيا للآخرة كعبدالرحمن بن عوف ومنهم من لا يريد الدنيا كأهل الصفة ومنهم من يقول لشيخه قد أكثرت جدالنا وتنقيصنا بين الناس كما قال قوم نوح : { يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا } . ؟ ؟ فلا يؤمنون لنصحه حتى يروا العذاب الأليم ومنهم من يقول لشيخه بلسان المقال أو الحال لن نؤمن لك إلا إن أريتنا كرامة كما قالت قريش : { وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا } . إلى آخر النسق وكما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام : { لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } .
( يتبع . . . )