قال فلقيني وأخذ بلجام دابتي فجعلت كلما أردت أن أنصرف يحبسني فقلت إن المكان بعيد فجعل يحبسني فقلت أنشدك الله إلا تركتني فلم تحبسني فلما ناشدته قال كليمة يخفيها جهده منى اللهم فيك فعرفت أنه أشد حبا لي مني له .
509 - العلاء بن زياد بن مطر العدوى .
عن أوفى بن دلهم قال كان للعلاء بن زياد مال ورقيق فأعتق بعضهم وباع بعضهم وأمسك غلاما أو اثنين يأكل غلتهما فتعبد فكان يأكل كل يوم رغيفين وترك مجالسة الناس فلم يكن يجالس أحدا يصلى في جماعة ثم يرجع إلى أهله ويجمع ثم يرجع إلى أهله ويشيع الجنازة ويعود المرضى ثم يرجع إلى أهله فطفىء فبلغ ذلك إخوانه فاجتمعوا فأتاه أنس بن مالك والحسن والناس وقالوا رحمك الله أهلكت نفسك لا يسعك هذا فكلموه وهو ساكت حتى إذا فرغوا من كلامهم قال إنما أتذلل لله D لعله يرحمني .
عن حميد بن هلال قال دخلت مع الحسن على العلاء بن زياد العدوى نعوده وقد سله الحزن وكانت له أخت يقال لها شادة تندف تحته القطن غدوة وعشية فقال له الحسن كيف أنت يا علاء فقال واحزناه على الحزن فقال الحسن قوموا فإلى هذا والله انتهى استقلال الحزن