@ 345 @ يقول الله تعالى في كتابه ! 2 < وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف > 2 ! [ النساء 23 ] .
وروي عن الحسن أنه قال ! 2 < اللمم > 2 ! هو أن يصيب النظرة من المرأة والشربة من الخمر ثم ينزع عنه .
وروي عن مجاهد أنه قال ! 2 < اللمم > 2 ! الذي يلم بالذنب ثم يدعه .
وقد قال الشاعر .
^ إن تغفر اللهم تغفر جما % وأي عبد لله لا ألما ^ .
وقال بعضهم ! 2 < إلا اللمم > 2 ! ومعناه ولا اللمم .
كما قال القائل وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير والعيس .
يعني لا اليعافير ولا العيس .
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إياكم والمحقرات من الذنوب ) .
وسئل زيد بن ثابت عن قوله ! 2 < إلا اللمم > 2 ! قال حرم الله الفواحش ما ظهر منها وما بطن .
ثم قال ! 2 < إن ربك واسع المغفرة > 2 ! يعني واسع الفضل غافر الذنوب للذين يتوبون .
ويقال معناه رحمته واسعة على الذين يجتنبون الكبائر .
ثم قال ! 2 < هو أعلم بكم > 2 ! يعني هو أعلم بحالكم منكم ! 2 < إذ أنشأكم من الأرض > 2 ! يعني إذ هو خلقكم من الأرض .
يعني خلق آدم من تراب وأنتم من ذريته .
! 2 < وإذ أنتم أجنة > 2 ! يعني كنتم صغارا ! 2 < في بطون أمهاتكم > 2 ! كان هو أعلم بحالكم منكم في ذلك كله ! 2 < فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم > 2 ! يعني لا تبرؤوا أنفسكم من الذنوب ولا تمجدوها .
ويقال ^ ولا تزكوا أنفسكم ^ يعني لا يمدح بعضكم بعضا .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ) .
والمدح على ثلاثة أوجه أوله أن يمدحه في وجهه فهو الذي نهي عنه .
والثاني أن يمدحه بغير حضرته ويعلم أنه يبلغه فهو أيضا منهي عنه .
والثالث أن يمدحه في حال غيبته وهو لا يبالي بلغه أو لم يبلغه ويمدحه بما هو فيه فلا بأس بهذا .
ويقال ! 2 < فلا تزكوا أنفسكم > 2 ! يعني لا تطهروا أنفسكم من العيوب وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الناس كإبل مائة لم يكن فيها راحلة ) .
ثم قال ! 2 < هو أعلم بمن اتقى > 2 ! يعني من يستحق المدح ومن لا يستحق المدح $ سورة النجم 33 - 42 $