وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

265 - ـ فصل : أولياء الله .
تأملت الذين يختارهم الحق D لولايته و القرب منه فقد سمعنا أوصافهم و من نظنه منهم ممن رأيناه .
فوجدته سبحانه لا يختار إلا شخصا كامل الصورة لا عيب في صورته و لا نقص في خلقته فتراه حسن الوجه معتدل القامة سليما من آفة في بدنه .
ثم يكون كاملا في باطنه سخيا جوادا عاقلا غير خب و لا خادع و لا حقود و لا حسود و لا فيه عيب من عيوب الباطن .
فذاك الذي يربيه من صغره فتراه في الطفولة معتزلا عن الصبيان كأنه في الصبا شيخ ينبو عن الرذائل و يفزع من النقائص ثم لا تزال شجرة همته تنمو حتى يرى ثمرها متهدلا على أغصان الشباب فهو حريص على العلم منكمش على العمل محافظ للزمان مراع للأوقات ساع في طلب الفضائل خائف من النقائص .
و لو رأيت التوفيق و الإلهام الرباني يحوطه لرأيت كيفي أخذ بيده إن عثر و يمنعه من الخطأ إن هم و يستخدمه في الفضائل و يستر عمله عنه حتى لا يراه منه .
ثم ينقسم هؤلاء فمنهم من تفقه على قدم الزهد و التعبد و منهم من تفقه على العلم إتباع السنة .
و يندر منهم من يجمع له الكل و يرقيه إلى مزاحمة الكاملين .
و علامة إثبات الكمال في العلم و العمل الإقبال بالكلية على معاملة الحق و محبته و استيعاب الفضائل كلها و سناء الهمة في نشدان الكمال الممكن .
فلو تصورت النبوة أن تكسب لدخلت في كسبه .
و مراتب هذا لا يحتملها الوصف لكونه درة الوجود التي لا تكاد تنعقد في الصدف إلا في كل ودود .
نسأل الله D توفيقا لمراضيه و قريبه و نعوذ به من طرده و إبعاده