وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

205 - ـ فصل : الحذر من الحديث عن الناس .
ليس في الدنيا أكثر بلاهة ممن يسئ إلى شخص و يعلم أنه قد بلغ إلى قلبه بالأذى ثم يصطلحان في الظاهر فيعلم أن ذلك الأثر محي بالصلح .
و خصوصا مع الملوك فإن لذتهم الكبرى ألا يرتفع عليهم أحد و لا ينكر لهم غرض فإذا جرى شيء من ذلك لم ينجبر .
و اعتبر هذا بأبي مسلم الخراساني فإنه غض من قدر المنصور قبل ولايته فحصل ذلك في نفسه فقتله .
و من نظر في التواريخ رأى جماعة قد جرى لهم مثل هذا .
و لا ينبغي لمن أساء إلى ذي سلطان لأن يقع في يده فإنه إذا رام التخلص لم يقدر فيبقى ندمه على ترك احترازه و حسرته على مساكنة الضمان للسلامة أشد عليه من كل ما يلقى به من الهوان و الأذى .
و من هذا الجنس الأصدقاء المتماثلون فإنك متى آذيت شخصا و بلغ إلى قلبه أذاك فلا تثق بمودته فإن أذاك نصب عينه فإن لم يحتل عليك لم يصف لك .
و لا تخالط إلا من أنعمت عليه فحسب فهو لم ير منك إلا خيرا فيكون في نفسه و كذلك الولد و الزوجة و المعاملون .
و يلحق بهذا أن أقول : لا ينبغي أن تعادي أحدا و لا تتكلم في حقه فربما صارت له دولة فاشتفى .
و ربما احتيج إليه فلم يقدر عليه .
فالعاقل يصور نفسه كل ممكن و يستر ما في قلبه من البغض و الود و يداري مع الغيظ و الحقد هذه مشاورة العقل إن قبلت