وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال القرطبى C وألفاظ هذه الآيات تدل مع ما ذكرناه من الأحاديث على أن عقوبة ما كان عالما بالمعروف والمنكر وبوجوب القيام بوظيفة كل واحد منهما أشد ممن لم يعلمه وإنما ذلك لأنه كالمستهين بحرمات الله والمستخف لأحكامه وهو المستهزىء ممن لم ينفعه الله بعلمه .
وقد قال أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه وروى أبو أمامة قال قال رسول الله إن الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم يجرون قصبهم فى نار جهنم فيقال لهم من أنتم فيقولون نحن الذين كنا نأمربالبر وننسى أنفسنا .
قال القرطبى فى التذكرة إن قال قائل فى حديث أبى سعيد الخدرى أن من ليس من أهل النار إذا دخلوها احترقوا فيها وماتوا على ما ذكرتموه فى أصح القولين وهذه الأحاديث التى جاءت فى العصاة بخلاف فكيف الجمع بينهما قيل له الجمع ممكن وذلك والله أعلم أن أهل النار الذين هم أهلها كما قال كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب قال الحسن تنضجهم النار فى اليوم سبعين ألف مرة والعصاة بخلاف هذا فيعذبون وبعد ذلك يموتون وقد تختلف أيضا أحوالهم فى طول التعذيب بحسب جرائمهم وآثامهم .
وقد قيل إنه يجوز أن يكونوا متألمين حاله موتهم غير أن آلامهم تكون أخف من آلام الكفار لأن آلام المعذبين وهم موتى أخف من عذابهم وهم أحياء دليلة قوله تعالى وحاق بآل فرعون سؤالعذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب