وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 309 @ { احْشُرُواْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ } . المراد ب : { الَّذِينَ ظَلَمُواْ } الكفار ، كما يدلّ عليه قوله بعده : { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ } . .
وقد قدّمنا إطلاق الظلم على الشرك في آيات متعدّدة ؛ كقوله تعالى : { إِنَّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ، وقوله تعالى : { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } ، وقوله تعالى : { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ الظَّالِمِينَ } . .
وقد ثبت في صحيح البخاري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه فسّر الظلم بالشرك ، في قوله تعالى : { وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } ، وقوله تعالى : { وَأَزْواجُهُمْ } ، جمهور أهل العلم منهم : عمر وابن عباس ، على أن المراد به أشباههم ونظراؤهم ، فعابد الوثن مع عابد الوثن ، والسارق مع السارق ، والزاني مع الزاني ، واليهودي مع اليهودي ، والنصراني مع النصراني ، وهكذا وإطلاق الأزواج على الأصناف مشهور في القرءان ، وفي كلام العرب ؛ كقوله تعالى : { وَالَّذِى خَلَقَ الازْواجَ كُلَّهَا } ، وقوله تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِى خَلَق الاْزْواجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الاْرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } ، وقوله تعالى : { فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مّن نَّبَاتٍ شَتَّى } ، وقوله تعالى : { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْواجاً مّنْهُمْ } ، إلى غير ذلك من الآيات . .
فقوله تعالى : { احْشُرُواْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْواجَهُمْ } ، أي : اجمعوا الظالمين وأشباههم ونظراءهم ، فاهدوهم إلى النار ليدخلها جميعهم ، وبذلك تعلم أن قول من قال : المراد ب { أَزْواجِهِمْ } نساؤهم اللاتي على دينهم ، خلاف الصواب . وقوله تعالى : { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ } ، أي : احشروا مع الكفار الشركاء التي كانوا يعبدونها من دون اللَّه ليدخل العابدون والمعبودات جميعًا النار ؛ كما أوضح ذلك بقوله تعالى : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلاء ءالِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } . وقد بيَّن تعالى أن الذين عبدوا من دون اللَّه من الأنبياء ، والملائكة ، والصالحين ؛ كعيسى وعزير خارجون عن هذا ، وذلك في