وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 364 @ الخبيث ، فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث ) : رواه أحمد أبو داود والترمذي وآخرون عن أبي الدرداء مرفوعاً بزيادة ( إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم ) وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهما انتهى منه بلفظه . وقال صاحب ( كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ) : ( العلماء ورثة الأنبياء ) رواه أحمد والأربعة وآخرون عن أبي الدرداء مرفوعاً بزيادة ( إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم . . ) الحديث ، وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهما ، وحسنه حمزة الكناني وضعفه غيرهم لاضطراب سنده لكن له شواهد . ولذا قال الحافظ : له طرق يعرف بها أن الحديث أصلاً ، ورواه الديلمي عن البراء بن عازب بلفظ الترجمة ا ه محل الغرض منه . والظاهر صلاحية هذا الحديث للاحتجاج لاعتضاد بعض طرقه ببعض . فإذا علمت ما ذكرنا من دلالة هذه الأدلة على أن الوراثة المذكورة في الآية وراثة علم ودين لا وراثة مال فاعلم أن للعلماء في ذلك ثلاثة أقوال : الأول هو ما ذكرنا . والثاني أنها وراثة مال ، والثالث : أنها وبالنسبة لآل يعقوب في قوله ( ويرث من آل يعقوب ) وراثة علم ودين . وهذا اختيار ابن جرير الطبري . وقد ذكر من قال : إن وراثته لزكريا وراثة مال حديثاً عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أنه قال : ( رحم الله زكريا ما كان عليه من ورثته ) أي ما يضره إرث ورثته لماله . ومعلوم أن هذا لم يثبت عن النَّبي صلى الله عليه وسلم . والأرجح فيما يظهر لنا هو ما ذكرنا من أنها وراثة علم ودين ؛ للأدلة التي ذكرنا وغيرها مما يدل على ذلك . وقد ذكر ابن كثير في تفسيره هنا ما يؤيد ذلك من أوجه . قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى : { وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِىَ مِن وَرَآئِى } وجه خوفه أنه خشي أن يتصرفوا من بعده في الناس تصرفاً سيئاً فسأل الله ولداً يكون نبياً من بعده ؛ ليسوسهم بنبوته بما يوحى إليه فأجيب في ذلك ؛ لا أنه خشي من وراثتهم له ماله ؛ فإن النبي أعظم منزلة ، وأجل قدراً من أن يشفق على ماله إلى ما هذا حده ، وأن يأنف من وراثة عصباته له ، ويسأل أن يكون له ولد ليحوز ميراثه دونهم وهذا وجه . .
الثاني أنه لم يذكر أنه كان ذا مال ؛ بل كان نجاراً يأكل من كسب يديه . ومثل هذا لا يجمع مالاً ، ولا سيما الأنبياء ، فإنهم كانوا أزهد شيء في الدنيا . .
الثالث أنه قد ثبت في الصحيحين من غير وجه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا نورث ما تركنا صدقة ) وفي رواية عند الترمذي بإسناد صحيح ( نحن معشر الأنبياء لا نورث ) وعلى هذا فتعين حمل قوله { فَهَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِى }