وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واللازم ممتنع وإن سلم دلالة ما ذكرتموه إلا أنه معارض بما يدل على جواز التكليف بالجمع بين الضدين ووقوعه شرعا .
وبيانه قوله تعالى لنوح { إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } ( 1 ) هود 36 ) أخبر أنه لا يؤمن غير من لم يؤمن مع أنهم كانوا مكلفين بتصديقه فيما يخبر به ومن ضرورة ذلك تكليفهم بأن لا يصدقوه تصديقا له في خبره أنهم لا يؤمنون .
وأيضا فإن الله تعالى كلف أبا لهب بتصديق النبي عليه السلام في أخباره .
ومن أخبار النبي عليه السلام أن أبا لهب لا يصدقه لإخبار الله تعالى لنبيه بذلك فقد كلفه بتصديقه في إخباره بعدم تصديقه له وفي ذلك تكليفه بتصديقه وعدم تصديقه وهو تكليف بالجمع بين الضدين .
قلنا أما الإشكال الأول فمندفع .
وذلك لأن الجمع المعلوم المتصور المحكوم بنفيه عن الضدين إنما هو الجمع المعلوم بين المختلفات التي ليست متضادة ولا يلزم من تصوره منفيا عن الضدين تصوره ثابتا لهما وهو دقيق فليتأمل وما ذكروه من المعارضة .
فلا نسلم وجود الإخبار بعدم الإيمان في الآيتين مطلقا .
أما في قصة أبي لهب فغاية ما ورد فيه قوله تعالى { سيصلى نارا ذات لهب } ( 111 ) المسد 3 ) وليس في ذلك ما يدل على الإخبار بعدم تصديقه للنبي مطلقا فإنه لا يمتنع تعذيب المؤمن وبتقدير امتناع ذلك أمكن حمل قوله تعالى { سيصلى نارا ذات لهب } ( 111 ) المسد 3 ) على تقدير عدم إيمانه .
وكذلك التأويل في قوله تعالى { إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } ( 11 ) هود 36 ) أي بتقدير عدم هداية الله تعالى لهم إلى ذلك .
وذلك لا يدل على الإخبار بعدم الإيمان مطلقا وإن سلمنا ذلك ولكن لا نسلم أنهم كلفوا