وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بسم الله الرحمن الرحيم ( ص 7 ) .
الربيع بن سليمان قال : .
بسم الله الرحمن الرحيم .
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبدِ يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبيُّ ابن عم رسول الله A .
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون .
والحمد لله الذي لا يُؤدى شُكر نعمة من نِعَمِهِ إلا بنعمة منه توجب على مؤدي ماضي نعمه بأدائها نعمةً حادثةً يجب عليه شكره بها . ( ص 9 ) .
ولا يبلغ الواصفون كُنه عظمته . الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه .
أحمده حمداً كما ينبغي لكرم وجهه وعِز جلاله .
وأستعينه استعانةَ من لا حول له ولا قوة إلا به .
وأستهديه بهداه الذي لا يضل من أنعم به عليه .
وأستغفره لما أَزلفت وَأَخرت : استغفار من يُقر بعبوديته ويعلم أنه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه إلا هو .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله .
بعثه والناس صنفان : .
أحدهما : أهل كتاب بدّلوا من أحكامه وكفروا بالله فافتعلوا كذبا صاغوه بألسنتهم فخلطوه بحق الله الذي أَنزل إليهم .
فذكر تبارك وتعالى لنبيه من كفرهم فقال : ( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون . ) ( سورة آل عمران / 78 ) .
ثم قال : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون : هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) .
وقال تبارك وتعالى : ( وقالت اليهود : عُزَيرٌ ابنُ الله وقالت النصارى : المسيحُ ابنُ الله . ذلك قولهم بأفواههم . يضاهئون قول الذين كفروا من قبل . قاتلهم الله أنى يؤفكون ؟ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ ابن مريم . وما أُمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) ( التوبة 30 - 31 ) .
وقال تبارك وتعالى : ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا : هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً أولئك الذين لَعَنَهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً ) ( النساء 50 - 52 ) ( ص 10 ) .
وصنف كفروا بالله فابتدعوا ما لم يأذن به الله ونصبوا بأيديهم حجارة وَخُشُبَاً وَصُوَرَاً استحسنوا ونبزوا أسماء افتعلوا ودعوها آلهة عبدوها فإذا استحسنوا غير ما عبدوا منها ألقوه ونصبوا بأيديهم غيره فعبدوه : فأولئك العرب .
وسلكت طائفة من العجم سبيلهم في هذا وفي عبادة ما استحسنوا من حوت ودابة ونجم ونار وغيره .
فذكر الله لنبيه جواباً من جواب بعض مَن عبد غيره من هذا الصنف فحكى جل ثناؤه عنهم قولهم : إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون .
وحكى تبارك وتعالى عنهم : ( لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرًا ) ( نوح 23 - 24 ) .
( ص 11 ) .
وقال تبارك وتعالى : ( واذكر في الكتاب إبراهيم . إنه كان صدّيقاً نبياً إذ قال لأبيه : يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ؟ ) ( مريم 41 - 42 ) .
وقال : ( واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه : ما تعبدون ؟ قالوا : نعبد أصناما فنظل لها عاكفين . قال : هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون ؟ ) ( الشعراء 69 - 70 ) .
وقال في جماعتهم يذكّرهم مِن نِعَمِهِ ويخبرهم ضلالتهم عامة ومَنَّه على مَن آمن منهم : ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها . كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) ( آل عمران 103 ) .
قال : فكانوا قبل إنقاذه إياهم بمحمد A أهلَ كفر في تفرقهم واجتماعهم . يجمعهم أعظم الأمور : الكفرُ بالله وابتداع ما لم يأذن به الله . تعالى عما يقولون علواً كبيراً . لا إله غيره وسبحانه وبحمده ربُّ كل شيء وخالقهُ . ( ص 12 ) .
من حيَّ منهم فكما وَصَفَ حاله حياً : عاملاً قائلاً بسخط ربه مزداداً من معصيته .
ومن مات فكما وَصَفَ قولَه وعملَه : صار إلى عذابه .
فلما بلغ الكتاب أجله فَحَقَّ قضاء الله بإظهار دينه الذي اصطفى بعد استعلاء معصيته التي لم يرض : فَتَحَ أبواب سماواته برحمته كما لم يزل يجري - في سابق علمه عند نزول قضائه في القرون الخالية - : قضاؤه .
فإنه تبارك وتعالى يقول : ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ) ( البقرة 213 ) .
فكان خِيرتُهُ المصطفى لوحيه المنتخبُ لرسالته المفضلُ على جميع خلقه بفتحِ رحمته وختمِ نبوته وأعمِّ ما أرسل به مرسلٌ قبله المرفوعُ ذِكرُهُ مع ذِكرِه في الأولى والشافعُ المشفَّعُ في الأخرى أفضلُ خلقه نفساً وأجمعُهُم لكل خُلُق رَضِيَهُ في دينٍ ودنيا . وخيرُهم نسباً وداراً محمداً عبدَه ورسولَه . ( ص 13 ) .
وَعَرَّفَنَا وَخَلقَهُ ( 1 ) نِعَمَهُ الخاصةَ العامةَ النَّفعِ في الدين والدنيا .
فقال : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) ( التوبة 128 ) .
وقال : ( لتنذر أم القرى ومَن حولها ) ( الشورى 7 ) وأمُّ القرى : مكة وفيها قومُه .
وقال : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( الشعراء 214 ) .
وقال : ( وإنه لَذِكر لك ولقومك وسوف تُسألون ) ( الزخرف 44 ) .
_________ .
( 1 ) أي عرفنا مع خلقه والعطف على الضمير المتصل المنصوب من غير توكيد أو فصل جائز