وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أخبرنا " سفيان " أنه سمع " عبيد الله بن أبي يزيد " يقول : سمعت " ابن عباس " يقول : أخبرني " أسامة بن زيد " أن النبي قال : " إنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيَّةِ ( 1 ) " ( 2 ) .
[ ص 279 ] قال : فأخذ بهذا " ابن عباس " ونفَرٌ من أصحابه المكيين وغيرُهم .
قال : فقال لي : قائل هذا الحديث مخالف للأحادِثِ قبْلَه ؟ .
قلت : قد يحتمل خِلافها ومُوافقَتَها .
قال : وبأي شيء يحتمل موافقتها ؟ .
قلت : قد يكون " أسامة " سَمِعَ رسولَ الله يُسأَلُ عن [ ص 280 ] الصِّنفَيْن المختلفين مثل الذهب بالوَرِقِ والتمر بالحِنْطَة أو ما اختلف جِنْسه مُتَفاضِلاً يداً بيد فقال : " إنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيَّةِ " أو تكونُ المسألة سبقَتْهُ بهذا وأدْرَكَ الجوابَ فرَوَى الجواب ولم يَحْفظ المسألة أو شكَّ فيها لأنه ليس في حديثه ما يَنْفِي هذا عن حديث " أسامة " فاحتمل موافقتها لهذا .
فقال : فلِمَ قلْتَ : يحتمل خلافها ؟ .
قلت : لأن " ابن عباس " الذي رَواه وكان يذهب فيه غيرَ هذا المَذْهب فيقول : لا ربا في بيعٍ يداً بيد إنما الربا في النسِيَّة .
فقال : فما الحجة إن كانت الأحاديث قبله مخالِفةً : في تركِه إلى غيرِه ؟ .
فقلت له : كل واحد ممن روى خلافَ " أسامة " وإن لم يكن أشهرَ بالحفظ للحديث من " أسامة " فليس به تقصير عن حفظه و " عثمانُ بن عفان " و " عبادة بن الصامت " أشدُّ تقَدُّمًا بالسِّن [ ص 281 ] والصُّحْبة من " أسامة " و " أبو هريرة " أسَنُّ وأحفَظُ مَنْ روَى الحديث في دَهْرِهِ .
ولَمَّا كان حديثُ اثنين أوْلَى في الظاهر بالحفظ وبأن يُنْفَى عنه الغَلَطُ من حديثٍ واحد : كان حديثُ الأكثر الذي هو أشبه أن يكون أوْلَى بالحفظ مِن حديث مَن هو أحدَثُ منه وكان حديث خمسةٍ أولى أن يُصارَ إليه مِن حديث واحد .
_________ .
( 1 ) النَّسِيئَةُ : التأخير [ المصباح المنير - الفيومي ] .
( 2 ) مسلم : كتاب المساقاة / 2991 الترمذي : كتاب البيوع / 1162 النسائي : كتاب البيوع / 4505 ابن ماجه : كتاب التجارات / 2248