وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

باب صلاة الاستسقاء .
وأحكامها وهو أي الاستسقاء الدعاء بطلب السقيا بضم السين الاسم من السقي على صفة مخصوصة يأتي بيانها وتسن صلاة الاستسقاء حتى بسفر إذا ضر الناس إجداب أرض يقال : أجدب القوم إذا أمحلوا و ضرهم قحط مطر أي احتباسه أو ضرهم غور أي ذهاب ماء عيون في الأرض أو ضرهم غور ماء أنهار جمع نهر بفتح الهاء وسكونها : مجرى الماء وكذا لو نقص ماؤها وضر ووقتها أي صلاة الاستسقاء كعيد فتسن أول النهار وتجوز كل وقت غير وقت نهى وصفتها في موضعها أي موضع صلاة الاستسقاء وأحكامها كصلاة عيد قال ابن عباس سنة الاستسقاء سنة العيدين فتسن قبل الخطبة بصحراء قريبة عرفا بلا أذان ولا اقامة ويقرأ جهرا في الأول بسبح وفي الثانية بالغاشية فيكبر في الأولى ستا زوائد وفي الثانية خمسا قبل القراءة قال ابن عباس وسئل عنها صلى النبي A ركعتين كما يصلي في العيدين قال الترمذي حسن صحيح وروى الشافعي مرسلا [ أن النبي A وأبا بكر وعمر Bهم كانوا يصلون صلاة الاستسقاء : يكبرون فيها سبعا وخمسا ] وعن ابن عباس نحوه وزاد فيه وقرأ في الأولى بسبح وفي الثانية بالغاشية واذا أراد الامام الخروج لها وعظ الناس أي ذكرهم بما تلين به قلوبهم وخوفهم العواقب وأمرهم بالتوبة أي الرجوع عن المعاصي و أمرهم ب الخروج من المظالم بردها إلى مستحقيها قال تعالى : { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } الآية و أمرهم بB ترك التشاحن من الشحناء وهي العداوة لأنها تحمل على المعصية وتمنع نزول الخير لحديث خرجت أخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت و أمرهم بالصدقة لنضمنها الرحمة فيرحمون بنزول الغيث و أمرهم بB الصوم لخبر للصائم دعوة لا ترد زاد بعضهم ثلاثة أيام وأنه يخرج صائما ولا يلزمان أي الصدقة والصوم بأمره أي الإمام وما ذكره في المستوعب وغيره : تجب طاعته في غير المعصية وذكر بعضهم إجماعا لعل المراد في السياسة والتدبير والأمور المجتهد فيها لا مطلقا ذكره في الفروع ويعدهم الإمام يوما يخرجون فيه أي يعينه لهم ليتهيؤوا للخروج فيه على الصفة المسنونة ويتنظف لها أي لصلاة الاستسقاء بالغسل وتقليم الأظافر وإزالة رائحة كريهة لئلا يؤذي الناس ولا يتطيب لأنه يوم استكانة وخضوع ويخرج إمام وغيره متواضعا متخشعا خاضعا متذللا من الذل أي الهوان متضرعا مستكينا لحديث ابن عباس [ خرج النبي A للاستسقاء متذللا متواضعا متخشعا متضرعا حتى أتى المصلي ] قال الترمذي : حسن صحيح ومعه أي الامام أهل الدين والصلاح والشيوخ لسرعة إجابة دعوتهم ويسن خروج صبي مميز لأنه لا ذنب له فدعاؤه مستجاب وأبيح خروج طفل وعجوز وبهيمة لأنهم خلق الله تعالى وعياله و أبيح التوسل بالصالحين رجاء الإجابة واستسقى عمر بالعباس ومعاوية بيزيد بن الأسود واستسقى به الضحاك بن قيس مرة أخرى ذكره الموفق ولا نمنع أهل الذمة من الخروج للاستسقاء لأنه لطلب الرزق والله تعالى ضمن أرزاقهم كأرزاقنا إن أرادوا الخروج منفردين بمكان لئلا يصيبهم عذاب فيعم من حضرهم قال تعالى : { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } الآية و لا يمكنون منه إن أرادوا أن ينفردوا بيوم لئلا يتفق نزول غيث فيه فتعظم فتنتهم وربما افتتن بهم غيرهم وكره إخراجنا لهم أي أهل الذمة لأنهم أعداء الله فهم أبعد إجابة فيصلي الإمام بمن حضره ركعتين كالعيد وتقدم ثم يخطب خطبة واحدة على المنبر والناس جلوس عنده لأنه لم ينقل غيره عنه A يفتتحها أي الخطبة بالتكبير تسعا نسقا كخطبة العيد لقول أبن عباس [ صنع الرسول A في الاستسقاء كما صنع في العيد ] ويكثر فيها الاستغفار لقوله تعالى : { استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا } الآية و يكثر فيها قراءة آيات فيها الأمر به أي الاستغفار كقوله تعالى : { ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه } الآية ويرفع يديه في دعائه لقول أنس [ كان النبي A لا يرفع يديه في شيء من دعائه الا في الاستسقاء فكان يرفع يديه حتى يرى بياض أبطيه ] متفق عليه وظهورهما نحو السماء لحديث رواه مسلم فيدعو بدعاء النبي A وهو : اللهم أي يا الله اسقنا بوصل الهمزة وقطعها غيثا أي مطرا ويسمى الكلأ أيضا : غيثا مغيثا منقذا من الشدة يقال : غاثه وأغاثه هنيئا بالمد أي حاصلا بلا مشقة مريئا بالمد أي سهلا نافعا محمود العاقبة غدقا بفتح المعجمة وكسر الدال المهملة وفتحها أي كثير الماء والخير مجللا أي يعم البلاد والعباد نفعه سحا أي صبا يقال : سح يسح إذا سال من فوق الى أسفل وساح يسيح اذا جرى على وجه الأرض عاما بتشديد الميم أي شاملا طبقا بالتحريك أي يطبق البلاد مطره دائما أي متصلا إلى الخصب اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين أي الآيسين من الرحمة اللهم سقيا رحمة لاسقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء الشدة والجهد بفتح الجيم : المشقة وضمها : الطاقة قاله الجوهري وقال ابن منجا : هما المشقة والضنك الضيق ما أي شدة وضنكا لا نشكوه إلا إليك اللهم أنبت بقطع الهمزة لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء وأنزل علينا من بركاتك اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعرى واكشف عنا من البلاء مالا يكشفه غيرك اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا أي دائما من الحاجة وفي الباب غيره ويكثر في الخطبة من الدعاء ومن الصلاة على النبي A اعانة على الاجابة وعن عمر الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تصلي على نبيك A رواه الترمذي ويؤمن مأموم على دعاء إمامه كالقنوت ولا يكره قول اللهم أمطرنا ذكره أبو المعالي يقال : مطرت وأمطرت وذكر أبو عبيدة : أمطرت في العذاب ويستقبل امام القبلة ندبا أثناء الخطبة لأنه A [ حول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو ثم حول ردءاه ] متفق عليه [ فيقول سرا : اللهم إنك أمرتنا بدعائك ووعدتنا إجابتك وقد دعوناك كما أمرتنا فاستجب منا كما وعدتنا ] قال تعالى : { ادعوني أستجب لكم } الآية وقال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } الآية وإن دعا بغيره فلا بأس ثم يحول رداءه فيجعل الأيمن على الأيسر و يجعل الأيسر على الأيمن نصا لفعله A رواه أحمد وغيره من حديث أبي هريرة وما في بعض الروايات أن الخميصة ثقلت عليه أجيب بأنه من ظن الراوي ولم ينقل أحد عنه A جعل أعلاه أسفله ويبعد تركه في جميع الأوقات للثقل وكذا الناس في تحويل الرداء لأن ما ثبت في حقه A ثبت في حق غيره A حيث لا دليل للخصوصية خصوصا والمعنى فيه التفاؤل بالتحول من الجدب إلى الخصب ويتركونه أي الرداء محولا حتى ينزعوه مع ثيابهم لأنه لم ينقل عنه A ولا عن أحد من الصحابة أنهم غيروا الأردية حتى عادوا فإن سقوا في أول مرة ففضل من الله ونعمة وإلا بأن لم يسقوا أول مرة أعادوا ثانيا وثالثا لأنه أبلغ في التضرع ولحديث إن الله يحب الملحين في الدعاء قال أصبغ : استسقى للنيل بمصر خمسة وعشرون مرة متوالية وحضره ابن وهب وابن القاسم وجمع وإن سقوا قبل خروجهم للاستسقاء فان كانا تأهبوا للخروج له خرجوا وصفوها أي صلاة الاستسقاء شكرا لله تعالى وسألوه المزيد من فضله لأن الصلاة لطلب رفع الجدب ولا يحصل بمجرد نزول المطر وإلا أي وإن لم يتأهبوا للخروج قبله لم يخرجوا وشكروا الله تعالى وسألوه المزيد من فضله لحصول المقصود ويستحب التشاغل عند نزول المطر بالدعاء للخبر وعن عائشة Bها مرفوعا [ كان إذا رأى المطر قال : اللهم صيبا نافعا ] رواه أحمد و البخاري وسن وقوف في أول المطر وتوضؤ واغتسال منه وإخراج رحال أي ما يستصحب من أثاث و إخراج ثيابه ليصيبها المطر لحديث أنس [ أصابنا ونحن مع رسول الله A مطر فحسر ثوبه حتى أصاب من المطر فقلنا لم صنعت هذا ؟ قال : لأنه حديث عهد بربه ] رواه مسلم وروي عنه A كان ينزع ثيابه في أول المطر إلا الازار يتزر به وأنه كان يقول [ إذا سأل الوادي : اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعله الله طهورا فنتطهر به ] وإن كثر المطر حتى خيف منه سن قول : اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الأكام والضراب ومنابت الشجر وبطون الأودية لما في الصحيح أن النبي A كان يقوله ولا يصلي والآكام : كآصال جمع : أكم ككتب وكجبال جمع أكم كجبل وواحدها : أكمة وهو ما علا من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلا وكان أكثر ارتفاعا مما حوله وقال مالك : الجبال الصغار والظراب : جمع ظرب بكسر الراء أي الرابية الصغيرة وبطون الأودية : الأماكن المنخفضة ومنابت الشجر : أصولها لأنه أنفع لها { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } الآية لأنها تناسب الحال أي لا تكلفنا من الأعمال ما لا نطيق ويدعو كذلك لزيادة ماء العيون والأنهار بحيث يتضرر بالزيادة قياسا على المطر وسن لمن مطر قول : مطرنا بفضل الله ورحمته لأنه اعتراف بنعمة الله ويحرم قول مطرنا بنوء أي كوكب كذا لأنه كفر بنعمة الله تعالى كما يدل عليه خبر الصحيحين ويباح قول : مطرنا في نوء كذا لأنه يقتضي الاضافة للنوء ومن رأى سحابا أو هبت ريح سأل الله تعالى خيره وتعوذ من شره وما سأل سائل ولا تعوذ متعوذ بمثل المعوذتين ولا يسب الريح العاصفة وإذا سمع الرعد ترك الحديث وقال : [ سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ] ولا يتبع بصره البرق للنهي عنه ويقول اذا انقض كوكب : [ ما شاء الله لا قوة إلا بالله ] وإذا سمع نهيق حمار أو نباح كلب إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم [ وإذا سمع صياح الديكة سأل الله تعالى من فضله ] وقوس قزح أمان لأهل الأرض من الغرق كما في ى الأثر هو ومن آيات الله تعالى ودعوى العامة إن غلبت حمرته كانت الفتن والداء وإن غلبت خضرته كان رخاء وسرور : هذيان قاله ابن حامد في أصوله