وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

مقدمة .
أي باسم مسمى هذا اللفظ الأعظم الموصوف بكمال المبالغة في الرحمة وبما دونه : أؤلف والباء للملابسة أو الاستعانة وقيل : للتعدية أي أقدم اسم الله وأجعله ابتداء ولم يقل : بالله الرحمن الرحيم اقتداء بالكتاب وتبركا باسمه تعالى وفرقا بين التيمن واليمين و الرحمن أبلغ من الرحيم لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى وقدم لأنه كالعلم من حيث إنه لا يوصف به غيره تعالى لأن معناه المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها وذلك لا يصدق على غيره وقيل : لانه علم بالغلبة أو لأن الرحيم غايتها كالتتمة لدلالة الرحمن على جلائل النعم وأصولها فأردف بالرحيم ليتناول ما خرج منها أو مراعاة للفواصل في القرآن ثم جاء الاستعمال عليه تأسيا به أحمد الله أي أصفه بجميع صفاته اذ الحمد كما في الفائق وغيره : الوصف بالجميل وكل من صفاته تعالى جميل ورعاية جميعها أبلغ في التعظيم المراد بما ذكر اذ المراد به إيجاد الحمد لا الاخبار بأنه يوجد وكذا قوله وأصلي وأسلم المراد بهما إيجاد الصلاة والسلام لا الاخبار بأنهما سيوجدان وعدل عن الصيغة الشائعة للحمد وهي الحمد لله الدالة على الثناء على الله بأنه مالك لجميع الحمد من الخلق إلى ما قاله لانه ثناء بجميع الصفات برعاية الابلغية كما تقدم ولإفادة تكرار الحمد وللتناسب بين الحامد ومدلول صيغة حمده لان المضارع يدل على التجدد والحدوث واختار لفظ الجلالة دون باقي الاسماء كالرحمن والحي والقيوم لئلا يتوهم اختصاص استحقاقه الحمد بذلك دون غيره إذ تعليق الحكم بالمشتق يؤذن بعلية ما منه الاشتقاق .
وابتدأ كتابه بالبسملة ثم بالحمدلة اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بحديث [ كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ] أي ذاهب البركة رواه الخطيب و الحافظ عبد القادر الرهاوي وبحديث [ كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع ] وفي رواية [ بحمد الله ] وفي رواية [ بالحمد ] وفي رواية [ كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم ] رواه الحافظ الرهاوي في الأربعين له ومعنى [ ذي بال ] أي حال يهتم به شرعا [ وأقطع وأجذم ] بالجيم والذال المعجمة أي ناقص البركة وحق بضم الحاء قاله في شرحه لي أن أحمد الله تعالى قال في الصحاح : وحق له أن يفعل كذا وحقيق أن يفعل كذا وهو حقيق به ومحقوق به أي خليق له قال : وحق الشيء يحق بالكسر أي وجب اه فالمعنى على الأول : هو خليق بحمد الله وجدير به لنعمه عليه خصوصا بالتوفيق للاشتغال بالعلم ولفقهه في الدين وتأليفه فيه قال تعالى { وأما بنعمة ربك فحدث } ولو ضبط بفتح الحاء وجعلت اللام بمعنى على أي ووجب علي الحمد لما تقدم اذ شكر المنعم واجب والحمد رأس الشكر لكان وجها حسنا والواو للاستئناف أو للحال بتقدير قد عند من يلتزمها وأصلي وأسلم على خير أي أفضل خلقه تعالى أحمد هو فعل سمي به A ويحتمل أن يكون أفعل كأسود قاله ابن عطية سماه الله به قبل التسمية بمحمد للآية ذكرة الكافيجي ولم يسم به قبل نبينا A أحد ولا في زمنه ولا في زمن أصحابه حماية لهذا الاسم الذي بشر به الأنبياء بخلاف محمد وقد علم من كلامه أن خواص البشر أفضل من خواص الملائكة وهو مذهب أهل السنة والجماعة قال ابن عباس Bه إن الله فضل محمداعلى أهل السماء وعلى الأنبياء وأعقب الحمد بالصلاة امتثالا لقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } وإظهارا لشرفه A على أهل السماء وعلى الأنبياء وهو من رفع ذكره المخبر به بقوله تعالى : { ورفعنا لك ذكرك } ومعنى الصلاة : من الله الرحمة أو رحمة مقرونة بتعظيم أو الثناء عند الملائكة وتستحب الصلاة عليه A وتتأكد كلما ذكر اسمه وقيل : تجب وفي ليلة الجمعة ويومها وهي ركن في التشهد الأخير وخطبتي الجمعة لما يأتي و أصلي وأسلم على آله أي آل النبي أحمد وهم أتباعه على دينه على الصحيح عندنا وقيل : أقاربه المؤمنون من بني هاشم وبني المطلب ابني عبد مناف وقيل أتقياء أمته وقيل : غير ذلك واضافته للضمير جائزة خلافا للكسائي و النحاس و الزبيدي حيث منعوها لتوغله في الابهام وأصله : أهل أو أول و أصلي وأسلم على صحبه هو اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي وهو من اجتمع بالنبي A أو راه بعد البعثة وعطفه على الآل من عطف الخاص على العام على الأول وجمع بينهما ردا على المبتدعة حيث يوالون الآل دون الصحب وقدم الآل للأمر بالصلاة عليهم في حديث كيف نصلي عليك إلى آخره ومن ارتد من الصحابة ثم أسلم ومات مؤمنا لم يزل عنه وصف الصحبة و أصلي وأسلم على تابعيهم أي الصحب على المذهب بفتح الميم والهاء أي المعتقد وأصله ما يصلح لمكان الذهاب وزمانه وللذهاب نفسه الاحمد أي الأرضى له تعالى والتابعي : من اجتمع بالصحابي فيحتمل أن يكون هذا مرادا ويحتمل أن المراد كل من اقتدى بهم في الاعتقاد المحمود المرضى وهوما عليه أهل السنة والجماعة وهذا أولى لأن التعميم في الدعاء أفضل للخبر وبعد يؤتى بها للانتقال من أسلوب الى آخر استحبابا في الخطب والمكاتبات لفعله A وأمره والاشهر بناؤها على الضم حيث حذف المضاف اليه ونوي معناه وهي ظرف زمان وقد تستعمل ظرف مكان ف الكتاب المسمى بالتنقيح المشبع للقاضى علاء الدين علي بن سليمان السعدي المرداوي ثم الصالحي في تحرير أي تهذيب أحكام جمع حكم وهو لغة القضاء والحكمة واصطلاحا خطاب الله المفيد فائدة شرعية المقنع لابي محمد عبدالله موفق الدين بن قدامة المقدسي شيخ المذهب C تعالى وأشار بقوله : تحرير أحكامه إلى الاحتراز عن المطلع فانه حرر فيه ألفاظ المقنع في الفقه هو لغة : الفهم واصطلاحا معرفة الاحكام الشرعية الفرعية بالفعل أو القوة القريبة وقيل : الأحكام نفسها والفقيه من عرف جملة غالبه كذلك بالاستدلال وموضوعه : أفعال العباد من حيث تعلق تلك الأحكام بها ومسائله : ما يذكر في كل باب من أبوابه على مذهب تقدم أصله واصطلاحا : ما قاله المجتهد بدليل ومات قائلا به وكذلك ما أجرى مجراه الامام المقتدى به المبجل المعظم والتبجيل التعظيم أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن ادريس بن عبدالله بن حيان بالياء المثناة تحت بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكربن وائل بن قاسط بن هنب بكسر الهاء وسكون النون ثم باء موحدة بن أفصى بالفاء والصاد المهملة بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ا بن نزار بن معد بن عدنان المروزي البغدادي هكذا ذكره الخطيب البغدادي و البيهقي و ابن عساكر و ابن طاهر الشيباني نسبة لجده شيبان المذكور رضي الله تعالى عنه أي أثابه حملت به أمه بمرو وولد ببغداد يوم الجمعة في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة ودخل مكة والمدينة والشام واليمن والكوفة والبصرة والجزيرة وتوفي ببغداد يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول والمشهور الآخر : وجزم به في شرحه عن ابنه عبدالله سنة احدى وأربعين ومائتين عن سبع وسبعين سنة وأسلم يوم موته عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس وفضائله كثيرة ومناقبه شهيرة من مصنفاته : المسند ثلاثون ألف حديث والتفسير مائة وخسون ألف حديث و الناسخ والمنسوخ و التاريخ و المقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى و جوابات القرآن و المناسك الكبير و الصغير قد كان المذهب المتقدم ذكره محتاجا إلى مثله أي التنقيح لأنه صحح فيه ما أطلق في المقنع من الروايتين أو الروايات أو من الوجهين أو الأوجه ؟ وقيد ما أخل به من الشروط وفسرما أبهم فيه من حكم أو لفظ واستثنى من عمومه ما هومستثنى على المذهب حتى خصائصه A وقيد ما يحتاج إليه مما فيه اطلاقه وبحمل على بعض فروعه : ما هو مرتبط بها وزاد مسائل محررة مصححة فصار تصحيحا لغالب كتب المذهب إلا أنه أي التنقيح غير مستغن عن أصله الذى هو المقنع لان ما قطع به في المقنع أو صححه أو قدمه أو ذكر أنه المذهب وكان موافقا للصحيح ومفهومه مخالفا لمنطوقه لم يتعرض له التنقيح غالبا فمن عنده المقنع يحتاج للتنقيح وبالعكس والجمع بينهما قد يشق فاستخرت الله تعالى وما خاب من استخار أن أجمع مسائلهما أي المقنع والتنقيح والمسائل : جمع مسألة مفعلة من السؤال وهي ما يبرهن عنه في العلم في كتاب واحد تسهيلا على الطالب مع ضم ما تيسر عقله أى تقييده في هذا الكتاب من الفوائد جمع فائدة وهي ما استفيدت من علم أو مال أو نحوه الشوارد المتفرقة شبه تقييد المسائل في مواضعها بعقل الأبل النافرة بشد وظيفها إلى ذراعها لئلا تنفر بجامع التمكن من الانتفاع وذكر الشوارد ترشيح ولا أحذف منهما أي الكتابين أي ألفاظهما أو النقوش الدالة عليهما إلا المستغنى عنه من تلك الالفاظ أو النقوش للعلم به أو زيادته أو ذكر عبارة أخصر من عبارتهما أو عبارة أحدهما و إلا القول المرجوح أي الضعيف و الا ما بني فرع عليه أي المرجوح فيحذفه ولا أذكر في هذا الكتاب قولا غير ما قدم صاحب التنقيح فيه أو صحح في التنقيح ولو كان مقدما أو مصححا في غيره والمقصود من الجملة الأولى : التزام ذكر ما في الكتابين غير ما استثناه ومن الثانية التزام أن لا يذكر قولا غيرما قدمه أو صححه في التنقيح فهما متغايران وان اتفقا على الما صدق في بعض إلا إذا كان أي غير المقدم والمصحح في التنقيح عليه العمل أي عمل الناس وأحكام الحنابلة في الغالب أو أشهر أي قال بعض الاصحاب : انه الأشهر أو المشهور أو قوي الخلاف فيه بان اختلف التصحيح لكن لم يبلغ من صحح الثاني رتية من صحح الأول في الكثرة أو التحقيق فربما أشير اليه تصريحا أو تلويحا ليعلم ما الناس واقعون فيه ورتبة المشهر وما قوي الخلاف فيه حتى لا يغتربه وحيث قلت في مسألة قيل كذا وقيل كذا ومنه قيل وقيل وقيل ويندر أي يقل ذلك الصنيع في هذا الكتاب فلعدم الوقوف أي وقوف المؤلف على تصحيح لاحد القولين وان كانا أي القولان بمعنى الاحتمالين المطلقين لواحد من الاصحاب ولم تنقل المسألة عن غيره و المؤلف يحكيهما من غيرترجيح لاطلاق قائلهما احتمالية فهما كما في قوله في النكاح وفي خطبة من أذنت لوليها في تزويجها من معين : احتمالان .
تنبيه الحكم المروي عن الامام في مسألة يسمى رواية والوجه : الحكم المنقول في مسألة لبعض الاصحاب المجتهدين ممن رأى الامام فمن بعدهم جاريا على قواعد الامام وربما كان مخالفا لقواعده إذا عضده الدليل والاحتمال : في معنى الوجه إلا أن الوجه مجزوم بالفتيا به والاحتمال يبين أن ذلك صالح لكونه وجها والتخريج : نقل حكم إحدى المسألتين المتشاجهتين الى الأخرى ما لم يفرق بينهما أويقرب الزمن وهو في معنى الاحتمال .
وسميته أي هذا الكتاب الذي جمع فيه بين المقنع والتنقيح وضم اليه ما تيسرمن الفوائد منتهى أي محلا تنتهي اليه الإرادات أي المقاصد فلا تتجاوزه في جمع المقنع مع التنقيح والزيادات قال مؤلفه : لأنه لا يراد كتاب أكثرمسائل منه في أقل من لفظه وقوله : مع التنقيح كان أولى منه والتنقيح قال الحريري في درة الغواص : لا يقال اجتمع فلان مع فلان وإنما يقال : اجتمع فلان وفلان وأجيب عنه : بما في الصحاح : جامعه على كذا أي اجتمع معه اونظرفيه بانه لم يقله على طريق النقل فلا حجة فيه وأسأل الله سبحانه وتعالى العصمة أي أن يمنعه بلطفه من الزلل و أسأل الله سبحانه وتعالى أيضا النفع به أي أن ينفع بهذا الكتاب طالبي الاستفادة وقد نفع الله تعالى به شرقا وغربا ولله الحمد وأن يرحمني برحمته التي وسعت كل شيء و أن يرحم سائر الأمة أي أمة اجابة دعوة النبي A وسائر إما من سور البلد فيكون بمعنى الجميع فهومن عطف العام على الخاص أو من السور بمعنى البقية أي باقي الأمة بدأ بالدعاء لنفسه لعموم حديث ابدأ بنفسك وثنى بالدعاء بالنفع بكتابه لعود ثوابه اليه لحديث من سن سنة حسنة فله أجرها وأجرمن عمل بها وختم بالدعاء لباقي الامة تعميما للدعاء للأمر به .
تتمة قال القاضي أبو يعلى : انما اخترنا مذهب أحمد Bه على مذهب غيره من الأئمة ومنهم من هوأسن منه وأقدم هجرة مثل مالك و سفيان و أبي حنيفة لموافقته للكتاب والسنة والقياس الجلي فانه كان اماما في القرآن وله فيه التفسير العظيم وكتب من علم العربية ما اطلع به على كثيرمن معاني كلام الله D وروى أبو الحسين ابن المنادي بسنده الى الحسين .
بن إسماعيل قال : سمعت أبي يقول كنا نجتمع في مجلس الامام احمد زهاء على خمسة آلاف أو يزيدون أقل من خمسمائة يكتبون والباقي يتعلمون منه حمسن الأدب وحسن السمت انتهى ولم يؤلف الامام أحمد C تعالى في الفقه كتابا وانما أخذ أصحابه مذهبه من أقواله وأفعاله وأجوبته وغيرها