وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- وأما متى يقضي ؟ فمنها ما يرجع إلى حال القاضي في نفسه ومنها ما يرجع إلى وقت إنفاذ الحكم وفصله ومنها ما يرجع إلى وقت توقيف المدعى فيه وإزالة اليد عنه إذا كان عينا . فأما متى يقضي القاضي ؟ فإذا لم يكن مشغول النفس لقوله E " لا يقضي القاضي حين يقضي وهو غضبان " ومثل هذا عند مالك أن يكون عطشانا أو جائعا أو خائفا أو غير ذلك من العوارض التي تعوقه عن الفهم لكن إذا قضى في حال من هذه الأحوال بالصواب فاتفقوا فيما أعلم على أنه ينفذ حكمه ويحتمل أن يقال : لا ينفذ فيما وقع عليه النص وهو الغضبان لأن النهي يدل على فساد المنهى عنه . وأما متى ينفذ الحكم عليه فبعد ضرب الأجل والإعذار إليه ومعنى نفوذ هذا هو أن يحق حجة المدعي أو يدحضها وهل له أن يسمع حجة بعد الحكم ؟ فيه اختلاف من قول مالك والأشهر أنه يسمع فيما كان حقا لله مثل الإحباس والعتق ولا يسمع في غير ذلك . وقيل لا يسمع بعد نفوذ الحكم وهو الذي يسمى التعجيز قيل لا يسمع منهما جميعا وقيل بالفرق بين المدعي والمدعى عليه وهو ما إذا أقر بالعجز . وأما وقت التوقيف فهو عند الثبوت وقبل الإعذار وهو إذا لم يرد الذي استحق الشيء من يده أن يخاصم فله أن يرجع بثمنه على البائع وإن كان يحتاج في رجوعه به على البائع أن يوافقه عليه فيثبت شراءه منه إن أنكره أو يعترف له به إن أقره فللمستحق من يده أن يأخذ الشيء من المستحق ويترك قيمته بيد المستحق وقال الشافعي : يشتريه منه فإن عطب في يد المستحق فهو ضامن له وإن عطب في أثناء الحكم : ممن ضمانه ؟ اختلف في ذلك فقيل إن عطب بعد الثبات فضمانه من المستحق وقيل إنما يضمن المستحق بعد الحكم وأما بعد الثبات وقبل الحكم فهو من المستحق منه . قال القاضي Bه : وينبغي أن تعلم أن الأحكام الشرعية تنقسم قسمين : قسم يقضي به الحكام وجل ما ذكرناه في هذا الكتاب هو داخل في هذا القسم وقسم لا يقضي به الحكام وهذا أكثره هو داخل في المندوب إليه . وهذا الجنس من الأحكام هو مثل رد السلام وتشميت العاطس وغير ذلك مما يذكره الفقهاء في أواخر كتبهم التي يعرفونها بالجوامع . ونحن فقد رأينا أن نذكر أيضا من هذا الجنس المشهور منه إن شاء الله تعالى . وما ينبغي قبل هذا أن تعلم أن السنن المشروعة العملية المقصود منها هو الفضائل النفسانية فمنها ما يرجع إلى تعظيم من يجب تعظيمه وشكر من يجب شكره وفي هذا الجنس تدخل العبادات وهذه هي السنن الكرامية . ومنها ما يرجع إلى الفضيلة التي تسمى عفة وهذه صنفان : السنن الواردة في المطعم والمشرب والسنن الواردة في المناكح . ومنها ما يرجع إلى طلب العدل والكف عن الجور . فهذه هي أجناس السنن التي تقتضي العدل في الأموال والتي تقتضي العدل في الأبدان وفي هذا الجنس يدخل القصاص والحروب والعقوبات لأن هذه كلها إنما يطلب بها العدل . ومنها السنن الواردة في الأعراض . ومنها السنن الواردة في جميع الأموال وتقويمها وهي التي يقصد بها طلب الفضيلة التي تسمى السخاء وتجنب الرذيلة التي تسمى البخل . والزكاة تدخل في هذا الباب من وجه وتدخل أيضا في باب الاشتراك في الأموال وكذلك الأمر في الصدقات . ومنها سنن واردة في الاجتماع الذي هو شرط في حياة الإنسان وحفظ فضائله العملية والعلمية وهي المعبر عنها بالرياسة ولذلك لزم أيضا أن تكون سنن الأئمة والقوام بالدين . ومن السنة المهمة في حين الاجتماع السنن الواردة في المحبة والبغضة والتعاون على إقامة هذه السنن وهو الذي يسمى : النهي عن المنكر والأمر بالمعروف وهي المحبة والبغضة : أي الدينية التي تكون إما من قبل الإخلال بهذه السنن وإما من قبل سوء المعتقد في الشريعة .
وأكثر ما يذكر الفقهاء في الجوامع من كتبهم ما شذ عن الأجناس الأربعة التي هي فضيلة العفة وفضيلة العدل وفضيلة الشجاعة وفضيلة السخاء والعبادة التي هي كالشروط في تثبيت هذه الفضائل .
كمل كتاب الأقضية وبكماله كمل جميع الديوان والحمد لله كثيرا على ذلك كما هو أهله .
ترجمة المؤلف منقولة من الديباج .
هو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد ( الشهير بالحفيد ) من أهل قرطبة وقاضي الجماعة بها يكنى أبا الوليد روى عن أبيه أبي القاسم استظهر عليه الموطأ حفظا وأخذ الفقه عن أبي القاسم بن بشكوال وأبي مروان بن مسرة وأبي بكر بن سمحون وأبي جعفر بن عبد العزيز وأبي عبد الله المازري .
وأخذ علم الطب عن أبي مروان بن جريؤل وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية ودرس الفقه والأصول وعلم الكلام . ولم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا وكان على شرفه أشد الناس تواضعا وأخفضهم جناحا وعني بالعلم من صغره إلى كبره حتى حكى أنه لم يدع النظر ولا القراءة منذ عقل إلا ليلة وفاة أبيه وليلة بنائه على أهله وأنه سود فيما صنف وقيد وألف وهذب واختصر نحو من عشرة آلاف ورقة . ومال إلى علوم الأوائل وكانت له فيها الإمامة دون أهل عصره وكان يفزع إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه مع الحظ الوافر من الإعراب والآداب والحكمة . حكي عنه أنه كان يحفظ شعر المتنبي وحبيب . وله تآليف جليلة الفائدة منها كتاب " بداية المجتهد ونهاية المقتصد " في الفقه ( هو هذا الكتاب الذي أبان عن مقدار معرفة الرجل بالشريعة فإنه ذكر فيه أقوال فقهاء الأمة من الصحابة فمن بعدهم مع بيان مستند كل من الكتاب والسنة والقياس مع الترجيح وبيان الصحيح فخاض في بحر عجاج ملتطم الأمواج واهتدى فيه للسلوك ونظم جواهره في صحائف تلك السلوك فC رحمة واسعة ) ذكر فيه أسباب الخلاف وعلل وجهه فأفاد وأمتع به ولا يعلم في وقته أنفع منه ولا أحسن سياقا وكتاب الكليات في الطب ومختصر المستصفى في الأصول وكتابه في العربيه الذي وسمه بالضروري وغير ذلك تنيف على ستين تأليفا وحمدت سيرته في القضاء بقرطبة وتأثلت له عند الملوك وجاهة عظيمة ولم يصرفها في ترفيع حال ولا جمع مال إنما قصرها على مصالح أهل بلده خاصة ومنافع أهل الأندلس . وحدث وسمع منه أبو بكر بن جهور وأبو محمد بن حوط الله وأبو الحسن بن سهل ابن مالك وغيرهم . وتوفي سنة خمس وتسعين وخمسمائة ومولده سنة عشرين وخمسمائة قبل وفاة القاضي جده أبي الوليد بن رشد بشهر .
تقريظ .
وعند تمام طبعته الأولى قرظه حضرة الأديب الأستاذ الشيخ محمد أحمد عرفة بهذه الكلمة فأحببنا إثباتها حرصا على محاسنها ونشرا لعلو مكانتها وهي : .
إلى الحكيم الراقد في جدته الهانئ بمضجعه تحفه مسحة من النور الإلهي وعليه حارس من المهابة وسياج من الإجلال أهدي غاديات من الدعوات واستمطر له وابلا من صيب الرحمات . لله أنت أيتها الروح الخالدة العائدة إلى محلها الأرفع فقد هبطت علينا من عالمك العالي وطلعت علينا طلوع القمر على خابط ليل ضل السبيل وخانه الدليل طلعت والهدى فكنت كالغيث أصاب أرضا قابلة فأنبتت الكلأ والعشب وأصاب منها الكثير أقمت فينا ما شاء الله لك أن تقومي وخلفت لك آثارا جعلت لك مقعد صدق في كل نفس ثم عدت سيرتك الأولى . بسم الله مجراك ومرساك وطلوعتك ومأواك وتأويبك ومسراك أي جو حواك وأي آمال وسعتك وأي جسم تحمل ما ترومين .
وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام .
بينا نراك بين يدي فيثاغورس وأرسطو قد حنت عليك الحكمة وأرضعتك أفاويقها وأعلتك درها وأنهلتك خيرها فلا يظن أنك تعلمين غيرها إذا أنت وقد وضعتك الشريعة بين الحشا والفؤاد وسهلت لك حنونها ووردت منهلا عذبا زاخرا عبابه وسائغا شرابه . وهذا كتابك قد خالط أجزاء النفس وهش إليه الحس فهو الحق إلا أنه حكم قد ضمن الدر إلا أنه كلم .
أنزه في رياض العلم نفسي ... وأغدو في مسارحها وأمسي .
أمتع ناظري فيما حوته ... وأقطف زهرة من كل غرس .
وأحسن من كئوس الراح عندي ... ومن خد الظبا خدود طرس .
وقد ردت الرياض فشمت روضا ... به قد غبت عن نفسي وحسي .
كأن خلال أسطره بحارا ... تدفق بالمعارف بعد رمسي .
كتاب حاكه فكر ( ابن رشد ) ... وأخرج آية في كل درس .
ومزق من ظلام الشك ثوبا ... كما طرد الدجنة ضوء شمس