وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذا وعد لهم بإعطاء متمناهم في الدنيا مع مزيد عليه من نعيم الجنة " ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر " .
والطواف : مشي مكرر حول شيء أو بين أشياء فلما كان أهل المتكأ جماعة كان دوران السقاء بهم طوافا . وقد سموا سقي الخمر : إدارة الخمر أو إدارة الكأس . والساقي : مدير الكأس أو مدير الجام أو نحو ذلك .
والآنية : جمع إناء ممدودا بوزن أفعلة مثل كساء وأكسية ووعاء وأوعية اجتمع في أول الجمع همزتان مزيدة وأصلية فخففت ثانيتهما ألفا .
والإناء : اسم لكل وعاء يرتفق به وقال الراغب : ما يوضع فيه الشيء اه فيظهر انه يطلق على كل وعاء يقصد للاستعمال والمداولة للأطعمة والأشربة ونحوهما سواء كان من خشب أو معدن أو فخار أو أديم أو زجاج يوضع فيه ما يشرب . أو يؤكل أو يطبخ فيه والظاهر أنه لا يطلق على ما يجعل للخزن فليست القربة بإناء ولا الباطية بإناء والكأس إناء والكوز إناء والإبريق إناء والصحفة إناء .
والمراد هنا آنية مجالس شرابهم كما يدل عليه ذكر الأكواب وذلك في عموم الآنية وما يوضع معه من نقل أو شواء أو نحو ذلك كما قال تعالى في آية الزخرف ( يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب ) .
وتشمل الآنية الكؤوس وذكر الآنية بعد ( كأس ) من قوله ( إن الأبرار يشربون من كأس ) من ذكر العام بعد الخاص إلا إذا أريد الكأس بالخمر .
والأكواب : جمع كوب بضم الكاف بعده واو ساكنة . والكوب : كوز لا عروة له ولا خرطوم له وتقدم في سورة الزخرف .
وعطف ( أكواب ) على ( آنية ) من عطف الخاص على العام لأن الأكواب تحمل فيها الخمر لإعادة ملء الكؤوس . ووصفت هنا بأنها من فضة أي تأتيهم آنيتهم من فضة في بعض الأوقات ومن ذهب في أوقات أخرى كما دل عليه قوله في سورة الزخرف ( يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب ) لأن للذهب حسنا وللفضة حسنا فجعلت آنيتهم من المعدنين النفيسين لئلا يفوتهم ما في كل من الحسن والجمال أو يطاف عليهم بآنية من فضة وآنية من ذهب متنوعة متزاوجة لأن ذلك أبهج منظرا مثل ما قاله مرة ( وحلوا أساور من فضة ) ومرة ( يحلون فيها ما أساور من ذهب ) وذلك لإدخال المسرة على أنفسهم بحسن المناظر فإنهم كانوا يتمنونها في الدنيا لعزة وجودها أو وجود الكثير منها وأوثر ذكر آنية الفضة هنا لمناسبة تشبيهها بالقوارير في البياض .
والقوارير : جمع قارورة وأصل القارورة إناء شبه كوز قيل : لا تسمى قارورة إلا إذا كانت من زجاج وقيل مطلقا وهو الذي ابتدأ به صاحب القاموس .
وسميت قارورة اشتقاقا من القرار وهو المكث في المكان وهذا وزن غريب .
والغالب أن اسم القارورة للإناء من الزجاج وقد يطلق على ما كان من زجاج وإن لم يكن إناء كما في قوله تعالى ( قال إنه صرح ممرد من قوارير ) وقد فسر قوله ( قواريرا ) في هذه الآية بأنها شبيهة بالقوارير في صفاء اللون والرقة حتى كأنها تشف عما قريب .
والتنافس في رقة آنية الخمر معروف عند شاربيها قال الأعشى : .
تريك القذى من دونها وهي دونه ... إذا ذاقها من ذاقها يتمطق وفعل ( كانت ) هنا تشبيه بليغ والمعنى : إنها مثل القوارير في شفيفها وقرينة ذلك قوله ( من فضة ) أي هي من جنس الفضة في لون القوارير لأن قوله ( من فضة ) حقيقة فإنه قال قبله ( بآنية من فضة ) .
ولفظ ( قوارير ) الثاني يجوز أن بكون تأكيدا لفظيا لنضيره لزيادة تحقيق أن لها رقة الزجاج فيكون الوقف على ( قوارير ) الأول .
A E ويجوز أن يكون تكريرا لإفادة التصنيف فإن حسن التنسيق في آنية الشراب من مكملات رونق مجلسه فيكون التكرير مثل ما في قوله تعالى ( والملك صفا صفا ) وقول الناس : قرأت الكتاب بابا بابا فيكون الوقف على ( قوارير ) الثاني .
وكتب في المصحف ( قواريرا قواريرا ) بألف آخر تلك الكلمتين التي هي علامة تنوين .
وقرأ نافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ( قواريرا ) الأول والثاني منونين وتنوين الأول لمراعاة الكلمات الواقعة في الفواصل السابقة واللاحقة من قوله ( كافورا ) إلى قوله ( تقديرا ) وتنوين الثاني للمزاوجة مع نظيره وهؤلاء وقفوا عليهما بالألف مثل أخواتهما وقد تقدم نظيره في قوله تعالى ( سلاسلا وأغلالا )