وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعبوسا : منصوبا على المفعول بفعل ( نخاف ) أي نخاف غضبان شديد الغضب هو ربنا فيكون في التجريد تقوية للخوف إذ هو كخوف من شيئين " وتلك نكتة التجريد " أو يكون ( عبوسا ) حالا ( من ربنا ) .
ويجوز أن تجعل ( من ) لتعدية فعل ( نخاف ) كما عدي في قوله تعالى ( فمن خاف من موص جنفا ) . وينتصب يوما على المفعول به لفعل ( نخاف ) فصار لفعل ( نخاف ) معمولان . و ( عبوسا ) صفة ل ( يوما ) والمعنى : نخاف عذاب يوم هذه صفته ففيه تأكيد الخوف بتكرير متعلقة ومرجع التكرير إلى كونه خوف الله لأن اليوم يوم عدل الله وحكمه .
والعبوس : صفة مشبهة لمن هو شديد العبس أي كلوح الوجه وعدم انطلاقه ووصف اليوم بالعبوس على معنى الاستعارة شبه اليوم الذي تحدث فيه حوادث تسوءهم برجل يخالطهم شرس الأخلاق عبوسا في معاملته .
والقمطرير : الشديد الصعب من كل شيء . وعن ابن عباس القمطرير المقبض بين عينيه مشتق من قمطر القاصر إذا اجتمع أو قمطر المتعدي إذا شد القربة بوكاء ونحوه ومنه سمي السفط الذي توضع فيه الكتب قمطرا وهو كالمحفظة . وميم قمطرير أصلية فوزنه فعلليل مثل خندريس وزنجبيل يقال : قمطر للشر إذا تهيأ له وجمع نفسه .
والجمهور جعلوا ( قمطريرا ) وصف ( يوما ) ومنهم من جعلوه وصف ( عبوسا ) أي شديد العبوس .
وهذه الآية تعم جميع الأبرار وعلى ذلك التحم نسجها وقد تلقفها القصاصون والدعاة ووضعوا لها قصصا مختلفة وجاؤوا بأخبار موضوعة وأبيات مصنوعة فمنهم من زعم أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب وفاطمة Bهما في قصة طويلة ذكرها الثعلبي والنقاش وساقها القرطبي بطولها ثم زيفها . وذكر عن الحكيم الترمذي أنه قال في نوادر الأصول : هذا حديث مزوق مزيف وأنه يشبه أن يكون من أحاديث أهل السجون .
وقيل نزلت في مطعم بن ورقاء الأنصاري وقيل في رجل غيره من الأنصار وقد استوفي ذلك كله القرطبي في تفسيره فلا طائل تحت اجتلابه وصحاب رسول الله A وآله أهل لأن ينزل القرآن فيهم إلا أن هذه الأخبار ضعيفة موضوعة .
( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا [ 11 ] وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا [ 12 ] متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا [ 13 ] ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا [ 14 ] ) تفريع على قوله ( يوفون بالنذر ) إلى ( قمطريرا ) .
وفي هذا التفريع تلوين للحديث عن جزاء الأبرار وأهل الشكور وهذا برزخ للتخلص إلى عود الكلام على حسن جزاءهم أن الله وقاهم شر ذلك اليوم وهو الشر لمستطير المذكور آنفا وقاهم إياه جزاء على خوفهم إياه وأنه لقاهم نظرة وسرورا جزاء على ما فعلوا من خير .
وأدمج في ذلك قوله ( بما صبروا ) الجامع لأحوال التقوى والعمل الصالح كله لأن جميعه لا يخلوا عن تحمل النفس لترك محبوب أو فعل ما فيه كلفة ومن ذلك إطعام الطعام على حبه .
و ( لقاهم ) معناه : جعلهم يلقون نضرة وسرورا أي جعل لهم نظرة وهي حسن البشرة وذلك يحصل من فرح النفس ورفاهية العيش قال تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة ) فمثل إلقاء النضرة على وجوههم بزج أحد إلى لقاء أحد على طريقة التمثيل .
وضمير الغائبة و ( نضرة ) مفعولا ( لقى ) من باب كسا .
وبين ( وقاهم ) و ( لقاهم ) الجناس المحرف .
A E وجملة ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) عطف على جملة ( فوقاهم ) وجملة ( ولقاهم ) لتماثل الجمل الثلاث في الفعلية والمضي وهما محسنان من محسنات الوصل .
والحرير : اسم لخيوط من مفرزات دودة مخصوصة وتقدم الكلام عليه في سورة فاطر .
وكان الجزاء برفاهية العيش إذ جعلهم في أحسن المساكن وهو الجنة وكساهم أحسن الملابس وهو الحرير الذي لا يلبسه إلا أهل فرط اليسار فجمع لهم حسن الظرف الخارج وحسن الظرف المباشر وهو اللباس .
والمراد بالحرير هنا : ما ينسج منه .
ومتكئين : حال من ضمير الجمع في ( جزاهم ) أي هم في الجنة متكئون على الأرائك .
والاتكاء : جلسة بين الجلوس والاضطجاع يستند فيها الجالس على مرفقه وجنبه ويمد رجليه وهي جلسة ارتياح وكانت من شعار الملوك وأهل البذخ ولهذا قال النبي A " أما أنا فلا آكل متكئا " وتقدم ذلك في سورة يوسف عند قوله تعالى ( وأعتدت لهن متكئا )