وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اعتراض بين جمل الخطاب موجه إلى السامعين غيرهم فليس في ضمير الغيبة التفات .
والإشارة بقوله ( هذا ) إلى ما ذكر من أكل الزقوم وشرب الهيم .
والنزل بضم النون وضم الزاي وسكونها ما يقدم للضيف من طعام . وهو هنا تشبيه تهكمي كالاستعارة التهكمية في قول عمرو بن كلثوم : .
نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا .
قريناكم فعجلنا قراكم ... قبيل الصبح مرداة طحونا وقول أبي الشعر الضبي واسمه موسى بن سحيم : .
وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا ... جعلنا القنا والمرهفات له نزلا و ( يوم الدين ) : يوم الجزاء أي هذا جزاؤهم على أعمالهم نظير قوله آنفا ( جزاء بما كانوا يعملون ) . وجعل يوم الدين وقتا لنزلهم مؤذن بأن ذلك الذي عبر عنه بالنزل جزاء على أعمالهم . وهذا تجريد للتشبيه التهكمي وهو قرينة عل التهكم كقول عمرو بن كلثوم " مرداة طحونا " .
( نحن خلقناكم فلولا تصدقون [ 57 ] ) أعقب إبطال نفيهم بالبعث بالاستدلال على إمكانه وتقريب كيفية الإعادة التي أحالوها فاستدل على إمكان إعادة الخلق بأن الله خلقهم أول مرة فلا يبعد أن يعيد خلقهم قال تعالى ( كما بدأنا أول خلق نعيده ) لأنهم لم يكونوا ينكرون ذلك وليس المقصود إثبات أن الله خلقهم .
وهذا الكلام يجوز أن يكون من تمام ما أمر به بأن يقوله لهم ويجوز أن يكون اسئنافا مستقلا . والخطاب على كلا الوجهين موجه للسامعين فليس في ضمير ( خلقناكم ) التفات .
وتقديم المسند عليه على المسند الفعلي لإفادة تقوي الحك ردا على إحالتهم أن يكون الله قادرا على إعادة خلقهم بعد فناء معظم أجسادهم حين يكونون ترابا وعظاما فهذا تذكير لهم بما ذهلوا عنه بأن الله خلقهم لما لم يجروا على موجب ذلك العلم بإحالتهم بإعادة الخلق نزلوا منزلة من يشك في أن الله خلقهم فالمقصود بتقوي الحكم الإفضاء إلى ما سيفرع عنه من قوله ( أفرأيتم ما تمنون ) إلى قوله ( وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم ) . ونظير هذه الآية في نسج نظمها والترتيب عليها قوله تعالى ( نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شأنا بدلنا أمثالهم تبديلا ) في سورة الإنسان .
A E وموقعها استدلال وعلة لمضمون جملة ( إن الأولين والآخرين لمجموعون ) ولذلك لم تعطف .
وفرع على ذلك التذكير تحضيضهم على التصديق أي بالخلق الثاني وهو البعث فإن ذلك هو الذي لم يصدقوا به .
( أفرأيتم ما تمنون [ 58 ] أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون [ 59 ] ) تفريع على ( نحن خلقناكم ) أي خلقناكم الخلق الذي لم تروه ولكنكم توقنون بأنا خلقناكم فتدبروا في خلق النسل لتعلموا أن إعادة الخلق تشبه ابتداء الخلق . وذكرت كائنات خمسة مختلفة الأحوال متحدة المآل إذ في كلها تكوين لموجود مما كان عدما وفي جميعها حصول وجود متدرج إلى أن تتقوم بها الحياة وابتدئ بإيجاد النسل من ماء ميت ولعله مادة الحياة بنسلكم في الأرحام من النطف تكوينا مسبوقا بالعدم .
والاستفهام للتقرير بتعيين خالق الجنين من النطفة إذ لا يسعهم إلا أن يقروا بأن الله خالق النسل من النطفة وذلك يستلزم قدرته على ما هو من نوع إعادة الخلق .
وإنما ابتدئ الاستدلال بتقديم جملة ( أأنتم تخلقونه ) زيادة في إبطال شبهتهم غذ قاسوا الأحوال المغيبة على المشاهدة في قلوبهم لا نثعاد بعد أن كنا ترابا وعظاما وكان حقهم أن يقيسوا على تخلق الجنين من مبدأ ماء النطفة فيقولوا : لا تصير العظام البالية ذواتا حية وإلا فإنهم لم يدعوا قط أنهم خالقون فكان قوله ( أأنتم تخلقونه ) تمهيد للاستدلال على أن الله هو خالق الأجنة بقدرته وأن تلك القدرة لا تقتصر على الخلق الثاني عند البعث .
وفعل الرؤية في ( أرأيتم ) من باب " ظن " لأنه ليس رؤية عين . وقال الرضي : هو في مثله منقول من رأيت بمعنى أبصرت أو عرفت كأنه قيل : أأبصرت حاله العجيبة أو أعرفتها أخبرني عنها فلا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة لشيء اه أي لأن أصل فعل الرؤية من أفعال الجوارح لا من أفعال العقل .
و ( ما تمنون ) مفعول أول لفعل ( أفرأيتم ) . وفي تعدية فعل ( أرأيتم ) إليه إجمال إذ مورد فعل العلم على حال من أحوال ما تمنون ففعل ( رأيتم ) غير وارد على نفس ( ما تمنون )