وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولكون هذا العذاب مستبعدا عندهم وهم يرون أنفسهم في نعمة مستمرة كما قال تعالى ( ليقولن هذا لي ) أكد الخبر ب ( أن ) فالتأكيد مراعى فيه شكهم حين يسمعون القرآن كما دل عليه تعقيبه بقوله ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) .
والاستدراك الذي أفادته ( لكن ) راجع إلى مفاد التأكيد, أي هو واقع لا محالة ولكن أكثرهم لا يعلمون وقوعه أي لا يخطر ببالهم وقوعه وذلك من بطرهم وزهوهم ومفعول ( لا يعلمون ) محذوف اختصارا للعلم به وأسند عدم العلم إلى أكثرهم دون جميعهم لأن فيهم أهل رأي ونظر يتوقعون حلول الشر إذا كانوا في خير .
والظلم : الشرك قال تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم ) وهو الغالب في إطلاقه في القرآن .
( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) عطف على جملة ( فذرهم حتى يلاقوا يومهم ) الخ وما بينهما اعتراض وكان مفتتح السورة خطابا للنبي A من قوله تعالى ( إن عذاب ربك لواقع ) المسوق مساق التسلية له وكان في معظم ما في السورة من الأخبار ما يخالطه في نفسه A من الكدر والأسف على ضلال قومه وبعدهم عما جاءهم به من الهدى ختمت بالسورة بأمره بالصبر تسلية له وبأمره بالتسبيح وحمد الله شكرا له على تفضيله بالرسالة .
والمراد ب ( حكم ربك ) ما حكم به وقدره من انتفاء إجابة بعضهم ومن إبطاء إجابة أكثرهم .
فاللام في قوله ( لحكم ربك ) يجوز أن تكون بمعنى ( على ) فيكون لتعدية فعل ( اصبر ) كقوله تعالى ( واصبر على ما يقولون ) .
ويجوز فيها معنى ( إلى ) أي اصبر إلى أن يحكم الله بينك وبينهم فيكون في معنى قوله ( واصبر حتى يحكم الله ) .
ويجوز أن تكون للتعليل فيكون ( لحكم ربك ) ما حكم به من إرساله إلى الناس أي اصبر لأنك تقوم بما وجب عليك .
فللام في هذا الموقع جامع لا يفيد غير اللام مثله .
والتفريع في قوله ( فإنك بأعيننا ) تفريع العلة على المعول ( اصبر ) لأنك بأعيننا أي بمحل العناية والكلاءة منا نحن نعلم ما تلاقيه وما يريدونه بك فنحن نجازيك على ما تلقاه ونحرسك من شرهم وننتقم لك منهم وقد وفى بهذا كله التمثيل في قوله ( فإنك بأعيننا ) فإن الباء للإلصاق المجازي أي لا نغفل عنك يقال : هو بمرأى مني ومسمع أي لا يخفى علي شأنه . وذكر العين تمثيل لشدة الملاحظة وهذا التمثيل كناية عن لازم الملاحظة من نصر والجزاء والحفظ .
وقد آذن بذلك قوله ( لحكم ربك ) دون أن يقول : واصبر لحكمنا أو لحكم الله فإن المربوبية تؤذن بالعناية بالمربوب .
وجمع الأعين : أما مبالغة في التمثيل كأن الملاحظة بأعين عديدة كقوله ( واصنع الفلك بأعيننا ) وهو من قبيل ( والسماء بنيناها بأيد ) .
ولك أن تجعل الجمع باعتبار تعدد متعلقات الملاحظة فملاحظة للذب عنه وملاحظة لتوجيه الثواب ورفع الدرجة, وملاحظة لجزاء إعداده بما يستحقونه وملاحظة لنصره عليهم بعموم الإيمان به وهذا الجمع على نحو قوله تعالى في قصة نوح ( وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا ) لأن عناية الله بأهل السفينة تتعلق بإجرائها وتجنيب الغرق عنها وسلامة ركابها واختيار الوقت لإرسائها وسلامة الركاب في هبوطهم وذلك خلاف قوله في قصة موسى ( ولتصنع على عيني ) فإنه تعلق واحد بمشي أخته إلى آل فرعون وقولها هل أدلكم على من يكفل .
( وسبح بحمد ربك حين تقوم [ 48 ] ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم [ 49 ] ) التسبيح : التنزيه والمراد ما يدل عليه من قول وأشهر ذلك هو قول " سبحان الله " وما يرادفه من الألفاظ ولذاك كثر إطلاق التسبيح وما يشتق منه على الصلوات في آيات كثيرة وآثار .
والباء في قوله ( بحمد ربك ) للمصاحبة جمعا بين تعظيم الله بالتنزيه عن النقائص وبين الثناء عليه بأوصاف الكمال .
و ( حين تقوم ) وقت الهبوب من النوم وهو وقت استقبال أعمال اليوم وعنده تتجدد الأسباب التي من أجلها أمر بالصبر والتسبيح والحمد .
A E فالتسبيح مراد به : الصلاة والقيام : جعل وقت للصلوات : إما للنوافل وإما للصلاة الفريضة وهي الصبح .
وقيل : التسبيح في قوله ( سبحان الله ) والقيام : الاستعداد للصلاة و الهبوب من النوم وروى ذلك عن عوف بن مالك وابن زيد والضحاك على تقارب بين أقوالهم أي يقول القائم : " سبحان الله وبحمده " أو " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ولا إله غيرك "