وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعنى : أن الذين يخافون اتعظوا بآية قوم لوط فاجتنبوا مثل أسباب هلاكهم وأن الذين أشركوا لا يتعظون فيوشك أن ينزل عليهم عذاب أليم .
A E ( وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين [ 38 ] فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون [ 39 ] فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم [ 40 ] ) قوله ( وفي موسى ) عطف على قوله ( فيها آية ) والتقدير : وتركنا في موسى آية فهذا العطف من عطف جملة على جملة لتقدير فعل : تركنا بعد واو العطف والكلم على حذف مضاف أي في قصة موسى حين أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى الخ فيكون الترك المقدر في حرف العطف مرادا به جعل الدلالة باقية فكأنها متروكة في الموضع لا تنقل منه كما تقدم آنفا في بيت عنترة .
وأعقب قصة قوم لوط بقصة موسى وفرعون لشهرة أمر موسى وشريعته فالترك المقدر مستعمل في مجازيه المرسل والاستعارة . وفي الواو استخدام مثل استخدام الضمير في قول معاوية بن مالك الملقب معود الحكماء " لقبوه به لقوله في ذكر قصيدته " : .
أعود مثلها الحكماء بعدي ... إذا ما ألحق في الحدثان نابا .
إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا والمعنى : أن قصة موسى آية دائمة . وعقبت قصة قوم لوط بقصة موسى وفرعون لما بينهما من تناسب في أن العذاب الذي عذب به الأمتان عذاب أرضي إذ عذب قوم لوط بالحجارة التي هي من طين وعذب قوم فرعون بالغرق في البحر . ثم ذكر عاد وثمود وكان عذابهما سماويا إذ عذبت عاد بالريح وثمود بالصاعقة .
والسلطان المبين : الحجة الواضحة وهي المعجزات التي أظهرها لفرعون من انقلاب العصا حية وما تلاها من الآيات الثمان .
والتولي حقيقته : الانصراف عن المكان .
والركن حقيقته : ما يعتمد عليه من بناء ونحوه ويسمى الجسد ركنا لأنه عماد عمل الإنسان .
وقوله ( فتولى بركنه ) تمثيل لهيئة رفضه دعوة موسى بهيئة المنصرف عن شخص وبإيراد قوله ( بركنه ) تم التمثيل ولولاه لكان قوله ( تولى ) مجرد استعارة .
والباء للملابسة أي ملابسا ركنه كما في قوله ( أعرض ونأى بجانبه ) .
والمليم : الذي يجعل غيره لائما عليه أي وهو مذنب ذنبا يلومه الله عليه أي يؤاخذه به . والمعنى : أنه مستوجب العقاب كما قال ( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ) .
والمعنى أن قصة موسى وفرعون آية للذين يخافون العذاب الأليم فيجتنبون مثل أسباب ما حل بفرعون وقومه من العذاب وهي الأسباب التي ظهرت في مكابرة فرعون عن تصديق الرسول الذي أرسل إليه وأن الذين لا يخافون العذاب لا يؤمنون بالبعث والجزاء لا يتعظون بذلك لأنهم لا يصدقون بالنواميس الإلهية ولا يتدبرون في دعوة أهل الحق فهم لا يزالون معرضين ساخرين عن دعوة رسولهم متكبرين عليه مكابرين في دلائل صدقه فيوشك أن يحل بهم من مثل ما حل بفرعون وقومه لأن ما جاز على المثل يجوز على المماثل وقد كان المسلمون يقولون : إن أب جهل فرعون هذه الأمة .
( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم [ 41 ] ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم [ 42 ] ) نظم هذه الآية مثل نظم قوله ( وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون ) انتقل إلى العبرة بأمة من الأمم العربية وهم عاد وهم أشهر العرب البائدة .
والريح العقيم هي : الخلية من المنافع التي ترجى لها الرياح من إثارة السحاب وسوقه ومن إلقاح الأشجار بنقل غبرة الذكر من ثمار إلى الإناث من أشجارها أي الريح التي لا نفع فيها أي هي ضارة . وهذا الوصف لما كان مشتقا مما هو من خصائص الإناث كان مستغنيا عن لحاق هاء التأنيث لأنها يؤتى بها للفرق بين الصنفين والعرب يكرهون العقم في مواشيهم أي ريح كالناقة العقيم لا تثمر نسلا ولا درا فوصف الريح بالعقيم تشبيه بليغ في الشؤم قال تعالى ( أو يأتيهم عذاب يوم عقيم ) .
وجملة ( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ) صفة ثانية أوحال فهو ارتقاء في مضرة هذا الريح فإنه لا ينفع وأنه يضر أضرارا عظيمة .
وصيغ ( تذر ) : بصيغة المضارع لاستحضار الحالة العجيبة .
A E