وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فالتقدير مثلا : ليحصل التعجيل لكم بنفع عوضا عما ترقبتموه من منافع قتال المشركين ولتكون هذه المغانم آية للمؤمنين منكم ومن يعرفون بها أنهم من الله بمكان عنايته وأنه موف لهم ما وعدهم وضامن لهم نصرهم الموعود كما ضمن لهم المغانم القريبة والنصر القريب . وتلك الآية تزيد المؤمنين قوة إيمان . وضمير ( لتكون ) على هذه راجع إلى قوله ( هذه ) على أنها المعللة . ويجوز أن يكون الضمير للخصال التي دل عليها مجموع قوله ( فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ) فيكون معنى قوله ( ولتكون آية للمؤمنين ) لغايات جمة منها ما ذكر آنفا ومنها سلامة المسلمين في وقت هم أحوج فيه إلى استبقاء قوتهم منهم إلى قتال المشركين ادخارا للمستقبل .
وجعل صاحب الكشاف جملة ( ولتكون آية للمؤمنين ) معترضة وعليه فالواو اعتراضية غير عاطفة وأن ضمير ( لتكون ) عائدا إلى المرة من فعل كف : أي الكفة .
وعطف عليه ( ويهديكم صراطا مستقيما ) وهو حكمة أخرى أي ليزول بذلك ما خامركم من الكآبة والحزن فتتجرد نفوسكم لإدراك الخير المحض الذي في أمر الصلح وإحالتكم على الوعد فتوقنوا أن ذلك هو الحق فتزدادوا يقينا . ويجوز أن يكون فعل ( ويهديكم ) مستعملا في معنى الإدامة على الهدى وهو : الإيمان الحاصل لهم من قبل على حد قوله ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا ) على أحد تأويلين .
( وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا ) هذا من عطف الجملة على الجملة فقوله ( أخرى ) مبتدأ موصوف بجملة ( لم تقدروا عليها ) والخبر قوله ( قد أحاط الله بها ) .
ومجموع الجملة عطف على جملة ( وعدكم الله مغانم كثيرة ) فلفظ ( أخرى ) صفة لموصوف محذوف دل عليه ( مغانم ) الذي في الجملة قبلها أي هي نوع آخر من المغانم صعبة المنال ومعنى المغانم يقتضي غانمين فعلم أنها لهم أي غير التي وعدهم الله بها أي هذه لم يعدهم الله بها ولم نجعل ( وأخرى ) عطفا على قوله ( هذه ) عطف المفرد على المفرد إذ ليس المراد غنيمة واحدة بل غنائم كثيرة .
ومعنى ( لم تقدروا عليها ) : أنها موصوفة بعدم قدرتكم عليها فلما كانت جملة ( لم تقدروا عليها ) صفة ل ( أخرى ) لم يقتض مدلول الجملة أنهم حاولوا الحصول عليها فلم يقدروا وإنما المعنى : أن صفتها عدم قدرتكم عليها فلم تتعلق أطماعكم بأخذها .
والإحاطة بالهمز : جعل الشيء حائطا أي حافظا فأصل همزته للجعل وصار بالاستعمال قاصرا ومعناه : احتوى عليه ولم يترك له منصرفا فول على شدة القدرة عليه قال تعالى ( لتأتنني به إلا أن يحاط بكم ) أي إلا أن تغلبوا غلبا لا تستطيعون معه الإتيان به .
فالمعنى : أن الله قدر عليها أي قدر عليها فجعلها لكم بقرينة قوله قبله ( لم تقدروا عليها ) . والمعنى : ومغانم أخرى لم تقدروا على نيلها قد قدر الله عليها أي فأنالكم إياها .
وإلا لم يكن لإعلامهم بأن الله قدر على ما لم يقدروا عليه جدوى لأنهم لا يجهلون ذلك أي أحاط الله بها لأجلكم وفي معنى الإحاطة إيماء إلى أنها كالشيء المحاط به من جوانبه فلا يفوتهم مكانه جعلت كالمخبوء لهم .
ولذلك ذيل بقوله ( وكان الله على كل شيء قديرا ) إذ هو أمر مقرر في علمهم .
فعلم أن الآية أشارت إلى ثلاثة أنواع من المغانم : نوع من مغانم موعودة لهم قريبة الحصول وهي مغانم خيبر ونوع هو مغانم مرجوة كثيرة غير معين وقت حصولها ومنها مغانم يوم حنين وما بعده من الغزوات ونوع هو مغانم عظيمة لا يخطر ببالهم نوالها قد أعدها الله للمسلمين ولعلها مغانم بلاد الروم وبلاد الفرس وبلاد البربر .
وفي الآية إيماء إلى أن هذا النوع الأخير لا يناله جميع المخاطبين لأنه لم يأت في ذكره بضميرهم وهو الذي تأوله عمر في عدم قسمة سواد العراق وقرأ قوله تعالى ( والذين جاءوا من بعدهم ) .
( ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا [ 22 ] سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا [ 23 ] ) هذا عطف على قوله ( وكف أيدي الناس عنكم ) على أن بعضه متعلق بالمعطوف عليه وبعضه معطوف على المعطوف عليه فما بينهما ليس من الاعتراض