وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ نافع وابن عامر ( ندخله ) ( ونعذبه ) بنون العظمة على الالتفات من الغيبة إلى التكلم . وقرأ الجمهور ( يدخله ) بالياء التحتية جريا على أسلوب الغيبة بعود الضمير إلى اسم الجلالة .
( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثبهم فتحا قريبا [ 18 ] ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما [ 19 ] ) عود إلى تفصيل ما جازى الله به أصحاب بيعة الرضوان المتقدم إجماله في قوله ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) فإن كون بيعتهم الرسول صلى الله عليه وسلم تعتبر بيعة لله تعالى أومأ إلى أن لهم بتلك المبايعة مكانة رفيعة من خير الدنيا والآخرة فلما قطع الاسترسال في ذلك بما كان تحذيرا من النكث وترغيبا في الوفاء بمناسبة التضاد وذكر ما هو وسط بين الحالين وهو حال المخلفين وإبطال اعتذارهم وكشف طويتهم وإقصائهم عن الخير الذي أعده الله للمبايعين وأرجائهم إلى خير يسنح من بعد إن هم صدقوا التوبة وأخلصوا النية .
فقد أنال الله المبايعين رضوانه وهو أعظم خير في الدنيا والآخرة قال تعالى ( ورضوان من الله أكبر ) والشهادة لهم بإخلاص النية وإنزاله السكينة قلوبهم ووعدهم بثواب فتح قريب ومغانم كثيرة .
وفي قوله ( عن المؤمنين إذ يبايعونك ) إيذان بأن من لم يبايع ممن خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ليس حينئذ بمؤمن وهو تعريض بالجد بن قيس إذ كان يومئذ منافقا ثم حسن إسلامه .
وقد دعيت هذه البيعة بيعة الرضوان من قوله تعالى ( لقد B المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) .
و ( إذ يبايعونك ) ظرف متعلق ب ( رضي ) وفي تعليق هذا الظرف بفعل الرضى ما يفهم أن الرضى مسبب عن مفاد ذلك الظرف الخاص بما أضيف هو إليه مع ما يعطيه توقيت الرضى بالظرف المذكور من تعجيل حصول الرضى بحدثان ذلك الوقت ومع ما في جعل الجملة المضاف إليها الظرف فعلية مضارعية من حصول الرضى قبل انقضاء الفعل بل في حال تجدده .
فالمضارع في قوله ( يبايعونك ) مستعمل في الزمان الماضي لاستحضار حالة المبايعة الجليلة وكون الرضى حصل عند تجديد المبايعة ولم ينتظر به تمامها فقد علمت أن السورة نزلت بعد الانصراف من الحديبية .
والتعريف في ( الشجرة ) تعريف العهد وهي : الشجرة التي عهدها أهل البيعة حين كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا في ظلها وهي شجرة من شجر السمر " بفتح السين المهملة وضم الميم " وهو شجر الطلح . وقد تقدم أن البيعة كانت لما أرجف بقتل عثمان بن عفان بمكة . فعن سلمة بن الأكوع وعبد الله بن عمر يزيد أحدهما على الآخر " بينما نحن قائلون يوم الحديبية وقد تفرق الناس في ضلال الشجر إذ نادى عمر بن الخطاب : أيها الناس البيعة البيعة نزل روح القدس فاخرجوا على اسم الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي دعا الناس إلى البيعة فثار الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت الشجرة فبايعوه كلهم إلا الجد بن قيس " .
وعن جابر بن عبد الله بعد أن عمي " لو كنت أبصر لأريتكم مكان الشجرة " .
وتواتر بيم المسلمين علم مكان الشجرة بصلاة الناس عند مكانها . وعن سعيد بن المسيب عن أبيه المسيب أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال : فلما خرجنا من العام المقبل " أي في عمرة القضية " نسيناها فلم نقدر عليها . وعن طارق بن عبد الرحمان قال : انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون قلت : ما هذا المسجد ؟ قالوا : هذه الشجرة حيث بايع رسول الله بيعة الرضوان . فاتيت سعيد بن المسيب فأخبرته فقال : سعيد : إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم أفأنتم أعلم " .
والمراد بقول طارق : ما هذا المسجد : مكان السجود أي الصلاة وليس المراد البيت الذي يبني للصلاة لأن البناء على موضع الشجرة وقع بعد ذلك الزمن فهذه الشجرة كانت معروفة للمسلمين وكانوا إذا مروا بها يصلون عندها تيمنا بها إلى أن كانت خلافة عمر فأمر بقطعها خشية أن تكون كذات أنواط التي كانت في الجاهلية ولا معارضة بين ما فعله المسلمون وبين ما رواه سعيد بن المسيب عن أبيه أنه وبعض أصحابه نسوا مكانها أن الناس متفاوتون في توسم الأمكنة واقتفاء الآثار .
A E